الأحد , ديسمبر 7 2025

زواج الصالونات.. هل يعود كخيار آمن في زمن العلاقات السريعة؟

كتبت بوسي عواد

في السنوات الأخيرة عاد زواج الصالونات ليتصدر المشهد الاجتماعي من جديد، بعد فترة ظنّ فيها البعض أنه فقد مكانه لصالح العلاقات الحديثة التي تبدأ عبر وسائل التواصل أو اللقاءات العفوية. إلا أنّ كثيرًا من الأسر والشباب باتوا ينظرون إلى هذا النوع من الزواج بوصفه خيارًا عمليًا وآمنًا، في زمن تتغير فيه المفاهيم وتتسارع وتيرة الحياة.

 

يرى خبراء الاجتماع أن زواج الصالونات يوفّر قدرًا من الوضوح والجدية منذ اللحظة الأولى، إذ يتم الترشيح غالبًا من خلال الأهل أو المعارف الموثوقين، مما يقلل من احتمال خوض تجارب غير مضمونة. كما يمنح الطرفين فرصة للتعرف المتدرج دون ضغوط، مع وجود وسطاء يسهّلون التواصل ويضمنون احترام الحدود.

 

وبحسب آراء ميدانية، فإن الكثير من الفتيات يفضّلن هذا النمط من الزواج لكونه يضع الأسس بشكل واضح منذ البداية: النوايا، الظروف الاجتماعية، والأهداف المستقبلية. وعلى الجانب الآخر، يرى بعض الشباب أن زواج الصالونات يختصر الوقت ويجنبهم العلاقات العشوائية التي قد لا تنتهي بالاستقرار.

 

ورغم ذلك، لا يخلو الأمر من انتقادات. فهناك من يعتبره أسلوبًا تقليديًا قد لا يتيح مساحة كافية للتعارف الحقيقي، أو أنه يفرض ضغوطًا أسرية على الطرفين لاتخاذ قرار سريع. إلا أن مؤيدي هذا النمط يؤكدون أن الأمر لم يعد كما كان في الماضي؛ إذ باتت اللقاءات أكثر انفتاحًا ومرونة، وازدادت فرص التفاهم قبل اتخاذ قرار الارتباط الرسمي.

 

ويجمع متخصصون في علم النفس الأسري على أن نجاح أي زواج — سواء كان نتاج تعارف تقليدي أو حديث — يعتمد في النهاية على التفاهم والاحترام والتواصل الصريح. فزواج الصالونات ليس ضمانة مطلقة، لكنه قد يكون طريقًا مناسبًا للكثيرين في ظل تغير أنماط الحياة وتراجع فرص التعارف الواقعي.

 

ومع استمرار الجدل بين مؤيد ومعارض، يبقى زواج الصالونات خيارًا متجددًا يثبت حضوره، مدفوعًا برغبة العديد من الأسر في إيجاد منصة آمنة وجادة لبداية علاقة قد تُبنى عليها حياة كاملة.

شاهد أيضاً

رحلة المجالس النيابية في مصر عبر 160 عامًا من التطور السياسي

كتبت بوسي عواد  يُعد تاريخ المجالس النيابية في مصر مرآة حقيقية لتطور الحياة السياسية والدستورية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *