المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة
كتب مصطفى قطب
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن انتحار ضابط يخدم في لواء جفعاتي داخل جيش الاحتلال، وذلك نتيجة ضغوط نفسية حادة أعقبت مشاركته في العملية البرية بقطاع غزة ومعارك السابع من أكتوبر، وفق ما نقلته قناة القاهرة الإخبارية. وتعيد هذه الحادثة تسليط الضوء على التداعيات النفسية العميقة التي خلفتها الحرب على صفوف الجيش الإسرائيلي، والتي تتزايد بشكل ملحوظ مع استمرار العمليات داخل القطاع.
وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن الضابط المنتحر كان ضمن الوحدات التي شاركت بشكل مباشر في المهام الميدانية داخل غزة، حيث واجه مشاهد عنف وصدمات نفسية متكررة خلال المواجهات، الأمر الذي أدى إلى انهياره نفسيًا وعدم قدرته على الاستمرار تحت وطأة الضغوط المتفاقمة.
وتشير متابعات إعلامية إلى أن ظاهرة الانتحار تزايدت داخل صفوف الجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب، وسط تقارير عن فشل منظومة الدعم النفسي في احتواء الجنود العائدين من الجبهات.
وفي سياق متصل، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن زوارق وطائرات جيش الاحتلال أطلقت نيرانها بكثافة على ساحل خان يونس جنوب قطاع غزة، في الوقت الذي جددت فيه الطائرات الحربية الإسرائيلية غاراتها على المناطق الشرقية لمدينة غزة شمال القطاع، في تصعيد جديد يفاقم معاناة المدنيين.
وأشارت المصادر إلى أن قصفًا إسرائيليًا استهدف المناطق الساحلية، ضمن سلسلة عمليات عسكرية تستهدف البنية التحتية والمناطق المأهولة بالسكان.
وكان جيش الاحتلال قد استهدف في وقت سابق خيمة للنازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، ما أدى إلى استشهاد خمسة فلسطينيين بينهم طفلان، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية. ويأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة من الانتهاكات التي تطال تجمعات النازحين في جنوب القطاع، رغم كونها مناطق تُصنف عادة بأنها «آمنة».
تزامن حادث انتحار الضابط مع تصاعد التساؤلات داخل الأوساط الإسرائيلية حول قدرة جيش الاحتلال على التعامل مع التداعيات النفسية لمقاتليه. كما أشارت تقارير عدة إلى أن معارك غزة وما شهدته من شراسة وتوسع رقعة المواجهات تركت آثارًا عميقة على الجنود، مما ينعكس بشكل خطير على مستويات الانضباط والاستقرار داخل وحدات الجيش المختلفة.
تُظهر هذه التطورات المتزامنة—بين انتحار ضابط في «جفعاتي» وتصاعد القصف على غزة—أن تداعيات الحرب باتت تضرب بقوة داخل المعسكر الإسرائيلي نفسه، بينما يستمر المدنيون الفلسطينيون في دفع أثمان مأساوية مع كل يوم من التصعيد.
