الأحد , ديسمبر 7 2025

واشنطن تثبّت اتفاق “أوكوس” وتؤكّد بيع غواصات نووية لأستراليا

كتب مصطفى قطب

أكدت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، الخميس، التزام الولايات المتحدة الكامل باتفاق “أوكوس” الأمني المبرم عام 2021 مع كلٍّ من أستراليا والمملكة المتحدة، والذي ينص على تزويد كانبيرا بثلاث غواصات هجومية أمريكية من طراز «فرجينيا» تعمل بالدفع النووي خلال خمسة عشر عامًا، في خطوة تعزز الاستراتيجية المشتركة لاحتواء تنامي النفوذ الصيني في منطقة المحيط الهادئ.

 

الاتفاق الذي وُقع في عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، شهد مؤخرًا مراجعة غير مسبوقة بناءً على طلب الرئيس الحالي دونالد ترامب في يونيو الماضي، ما أثار قلقًا واسعًا في الأوساط الأسترالية بشأن مصير الصفقة التي تُعد حجر الزاوية في خططها الدفاعية طويلة المدى.

 

وبعد مراجعة استمرت خمسة أشهر، أعلن المتحدث باسم البنتاجون شون بارنيل أن الاتفاق يتماشى تمامًا مع سياسة الرئيس ترامب “أمريكا أولاً”، مؤكدًا أن المراجعة حددت فرصًا لتقوية الاتفاق ووضعه على “أمتن قواعد ممكنة”.

 

وأوضح بارنيل في بيانه أن توجيهات ترامب جاءت واضحة: التقدم في “أوكوس” بكامل السرعة، باعتبار أن البرنامج جزء أساسي من ترتيبات الأمن القومي الأمريكي وشراكاتها الاستراتيجية في آسيا.

 

النائب الديمقراطي جو كورتني، كبير أعضاء الحزب في اللجنة الفرعية للقوة البحرية بمجلس النواب، أشار إلى أن نتائج المراجعة أثبتت أن الإطار الأمني للاتفاق يخدم المصالح الأمريكية الحيوية، مؤكدًا أن “أوكوس” ظل قائمًا رغم تغيّر ثلاث حكومات في الدول الثلاث منذ توقيعه.

 

وأضاف كورتني أن بيع الغواصات النووية الثلاث لأستراليا اعتبارًا من عام 2032 لا يخضع لأي تشكيك، مشيرًا إلى أن الكونجرس سيواصل دعم الأحواض البحرية الأمريكية المكلفة ببناء تلك الغواصات.

 

وبالرغم من التأكيدات السياسية، أقر وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث بوجود “هوة” كبيرة بين القدرة الإنتاجية الحالية للغواصات النووية وبين القدرات المطلوبة للالتزام بالجدول الزمني للاتفاق.

 

هذه الفجوة تمثل أحد أبرز التحديات أمام مشروع “أوكوس”، لكنها –بحسب مسؤولين أمريكيين– لن تؤثر على مسار الصفقة، وإنما تستدعي تعزيز البنية الصناعية الدفاعية للولايات المتحدة.

 

وفي كانبيرا، أعرب وزير الصناعة الدفاعية بات كونروي عن ارتياح حكومته لنتائج المراجعة الأمريكية، مؤكدًا استعداد أستراليا للعمل “بصورة بنّاءة” مع واشنطن ولندن لتحسين الاتفاق وتطوير مسارات التعاون الدفاعي المشترك.

 

وأشار كونروي إلى أن قرار نشر وثيقة المراجعة يعود للولايات المتحدة، في حين تجدد كانبيرا التزامها الكامل بخطط بناء قدراتها الدفاعية المستقبلية.

 

وتقع غواصات “فرجينيا” النووية في صلب استراتيجية أستراليا لتطوير قدراتها على الضربات بعيدة المدى وتعزيز حضورها البحري في مواجهة الصين. وتصل التكلفة الإجمالية للاتفاق إلى 235 مليار دولار خلال السنوات الثلاثين المقبلة، ويتضمن أيضًا تزويد أستراليا بدءًا من عام 2040 بأسطول متكامل من غواصات الشبح النووية، إضافة إلى دعم برنامج تصنيع محلي يتيح لها بناء غواصاتها بنفسها.

 

ويُذكر أن توقيع “أوكوس” أحدث أزمة دبلوماسية حادة مع فرنسا، بعدما ألغت أستراليا صفقة كانت بمليارات الدولارات لشراء غواصات تقليدية تعمل بالديزل من باريس، لتختار بديلًا عنها الشراكة النووية مع واشنطن ولندن.

 

تثبيت واشنطن لاتفاق “أوكوس” بعد مراجعة شاملة يرسخ التوجه الأمريكي نحو إعادة رسم موازين القوى في المحيط الهادئ، ويمنح أستراليا قدرة ردع استراتيجية غير مسبوقة، في وقت تتصاعد فيه المنافسة مع الصين على النفوذ البحري والعسكري في المنطقة.

شاهد أيضاً

غارات إسرائيلية جديدة تضرب شرق غزة.

كتب مصطفى قطب شهدت الساعات الماضية تصعيدًا عسكريًا جديدًا في قطاع غزة، بعد أن أفادت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *