الإثنين , ديسمبر 8 2025

العلاقات التوكسيك.. خطر نفسي صامت يهدد الاستقرار العاطفي والصحة النفسية

كتبت بوسي عواد

في ظل تصاعد الاهتمام بالصحة النفسية، تصدّر مصطلح العلاقات التوكسيك (السامة) محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي، بعد تزايد التحذيرات من مخاطرها وتأثيرها العميق على الاستقرار النفسي والعاطفي للأفراد، خاصة بين فئة الشباب.

 

 

وأكد مختصون في الصحة النفسية أن العلاقة التوكسيك هي علاقة غير صحية يتعرض فيها أحد الطرفين أو كلاهما للاستنزاف النفسي المستمر، نتيجة ممارسات قائمة على السيطرة، والتقليل من الشأن، والغيرة المرضية، والابتزاز العاطفي، وهو ما يؤدي مع الوقت إلى تآكل الثقة بالنفس واضطراب المشاعر.

 

مؤشرات العلاقة السامة

 

ويرى الخبراء أن هناك عددًا من العلامات الواضحة التي تكشف الدخول في علاقة توكسيك، أبرزها الشعور الدائم بالتوتر، والخوف من التعبير عن الرأي، والإحساس المستمر بالذنب، والعزلة عن المحيط الاجتماعي، إلى جانب فقدان الإحساس بالأمان العاطفي.

 

آثار نفسية قد تصل للاكتئاب

 

وحذّر متخصصون من أن استمرار التعرّض للعلاقات السامة يؤدي إلى نتائج نفسية خطيرة، من بينها القلق المزمن، والاكتئاب، واضطرابات النوم، وضعف التركيز، وانخفاض تقدير الذات، وقد تتطور بعض الحالات إلى اضطرابات نفسية تتطلب تدخلاً علاجيًا متخصصًا.

 

أسباب التعلّق بالعلاقات التوكسيك

 

ورغم هذه الأضرار، فإن الكثير من الأشخاص يجدون صعوبة في إنهاء العلاقة، بسبب الخوف من الوحدة، أو التعلّق العاطفي المرضي، أو الاعتماد النفسي، بالإضافة إلى أساليب التلاعب التي يستخدمها الطرف المؤذي لإبقاء الطرف الآخر داخل دائرة الأذى.

 

كيف تحمي نفسك؟

 

وأكد الخبراء أن الوقاية تبدأ من الوعي ووضع حدود واضحة داخل أي علاقة، وعدم التهاون مع الإهانة أو التقليل من الكرامة، مع أهمية طلب الدعم النفسي عند الحاجة، سواء من المقربين أو المختصين.

 

 

وشدد المتخصصون على أن إنهاء العلاقة التوكسيك رغم صعوبته يمثل أولى خطوات التعافي واستعادة التوازن النفسي، لافتين إلى أن العلاقات الصحية الحقيقية تقوم على الاحترام المتبادل، والدعم، والشعور بالأمان، لا على الخوف والاستنزاف.

 

 

العلاقات التوكسيك لم تعد مجرد مصطلح متداول، بل أزمة نفسية حقيقية تهدد استقرار الأفراد والمجتمع، ما يستوجب مزيدًا من الوعي والدعم النفسي لمواجهتها والحد من آثارها السلبية.

شاهد أيضاً

زواج الصالونات.. هل يعود كخيار آمن في زمن العلاقات السريعة؟

كتبت بوسي عواد في السنوات الأخيرة عاد زواج الصالونات ليتصدر المشهد الاجتماعي من جديد، بعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *