السبت , ديسمبر 13 2025

الشيكارة في العبارة ورأيك في قعر الحلة

كتب مصطفي قطب

يُقال هذا المثل عادةً في مواقف النقاش أو الجدل، عندما يتحدث شخص في تفاصيل جانبية أو قضايا لا علاقة لها بالمشكلة المطروحة. وهو يعكس قيمة اجتماعية مهمة في الثقافة الشعبية، وهي أهمية التركيز على لبّ الموضوع وعدم تشتيت الحوار. كما يحمل في طياته نقدًا ساخرًا خفيف الظل، دون اللجوء إلى الإهانة المباشرة.

يُستخدم المثل في مواقف متعددة، مثل:

عند مناقشة مشكلة عملية، ويأتي أحدهم برأي نظري بعيد عن الواقع.

عندما ينحرف الحوار عن مساره الأساسي.

في حالات “التفلسف” أو إبداء الرأي دون معرفة كافية بالموضوع.

يتميّز هذا المثل بالتصوير البلاغي القريب من الحياة اليومية، حيث يعتمد على أدوات مألوفة في البيئة الريفية والبيت المصري القديم: الشيكارة والحلة. هذا القرب من الواقع يجعل المثل سهل الفهم، سريع الانتشار، وقادرًا على إيصال فكرته بوضوح وقوة.

توجد أمثال أخرى تؤدي معنى قريبًا، مثل:

“إنت بتغني في وادي وإحنا في وادي”

“كلامك برّه الموضوع” لكن يظل لمثل “الشيكارة في العبارة ورأيك في قعر الحلة” نكهته الخاصة لما فيه من تصوير ذكي وسخرية لطيفة.

في النهاية، يعبّر هذا المثل الشعبي عن حكمة متوارثة تؤكد أن قيمة الرأي لا تكون في كثرة الكلام، بل في مدى ارتباطه بجوهر الموضوع. وهو مثال حي على قدرة الأمثال الشعبية على تلخيص تجارب إنسانية معقدة في جملة قصيرة، باقية في الذاكرة ومتداولة عبر الأجيال.

شاهد أيضاً

عبلة الكحلاوي.. رحلة داعية مصرية صنعت مدرسة في الرحمة والعلم

كتبت بوسي عواد تبقى الدكتورة عبلة الكحلاوي إحدى أكثر الشخصيات الدينية تأثيرًا في الوجدان المصري …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *