المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة
كتب سيد بدران
تشير الوقائع المتكررة لانفجار وانهيار عدد من العقارات في مناطق متفرقة، إلى تحول مقلق في طبيعة المخاطر التي تهدد السلامة العامة، بعدما تجاوزت الأزمة حدود المباني المتهالكة أو المخالفات الإنشائية التقليدية، لتتداخل معها عوامل أكثر تعقيدًا، على رأسها ضعف البنية التحتية، وسوء استخدام مرافق الغاز والكهرباء، إلى جانب غياب الرقابة الفنية الصارمة.
وأعادت الحوادث الأخيرة، التي كان أبرزها الانفجار الذي شهده أحد العقارات بمنطقة إمبابة وأسفر عن انهيار جزئي، تسليط الضوء على هشاشة منظومة إدارة العمران، وقدرتها على حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم، خاصة في ظل أرقام رسمية تشير إلى وجود آلاف العقارات المهددة بالانهيار في أي وقت.
من جانبه، أكد الدكتور حمدي عرفة، أستاذ الإدارة الحكومية المحلية والخبير الاستشاري للبلديات الدولية، أن ظاهرة الانفجارات داخل العقارات السكنية في مصر باتت تشكل خطرًا متزايدًا، محذرًا من أن تكرار تلك الوقائع ينذر بكارثة حال استمرار الأوضاع على ما هي عليه.
وأوضح «عرفة»، في تصريحات خاصة، أن أسباب هذه الانفجارات ترجع إلى خمسة محاور رئيسية، يتصدرها تسرب الغاز الطبيعي، باعتباره العامل الأكثر شيوعًا وخطورة، سواء الناتج عن أسطوانات الغاز المتهالكة التي يتم تداولها عبر الباعة الجائلين أو المستودعات غير المؤهلة، أو بسبب تهالك مواسير الغاز داخل العقارات، والتركيب غير الآمن للسخانات، فضلًا عن نقص التهوية داخل الوحدات السكنية.
وأشار الخبير الاستشاري إلى أن غياب الصيانة الدورية لمرافق الغاز والكهرباء داخل المباني القديمة، إلى جانب ضعف المتابعة الفنية من الجهات المختصة، يسهم بشكل مباشر في تفاقم الأزمة، لافتًا إلى أن بعض العقارات تفتقر لأبسط اشتراطات السلامة، ما يجعل أي تسرب بسيط شرارة لانفجار مدمر.
وأضاف أن التعامل مع هذه الظاهرة لا يجب أن يقتصر على ردود الأفعال بعد وقوع الحوادث، بل يتطلب تحركًا استباقيًا شاملًا، يبدأ بحصر دقيق للعقارات الخطرة، وتشديد الرقابة على تداول أسطوانات الغاز، وإلزام السكان وأصحاب العقارات بإجراء فحوصات دورية لمرافق الغاز والكهرباء.
وفي ظل تزايد الخسائر البشرية والمادية، تتعالى الدعوات بضرورة تطوير منظومة إدارة العمران، وفرض معايير صارمة للسلامة، مع رفع الوعي المجتمعي بمخاطر سوء استخدام مرافق الغاز، تجنبًا لتحول هذه الحوادث من وقائع متفرقة إلى أزمة تهدد أمن المواطنين وسلامة المدن.
