الأربعاء , أغسطس 13 2025

قلبي… جريمتي التي ارتكبتها بكامل وعيي

كتبت بوسي عواد

لم يخذلني أحد بقدر ما خذلتُ نفسي.

لم يُفسد قلبي أحد كما أفسدتُه أنا… بيدي، وبكامل إرادتي.

أنا من فتحتُ الأبواب لكل من لا يجيد الدخول،

أنا من زرعتُ الأمان في أرضٍ لا تنبت إلا الشك،

أنا من ظننتُ أن الصبر دواء لكل داء،

فأصبحتُ المريض والطبيب والجرح في آنٍ واحد.

غفرتُ مراتٍ لا تُعد، حتى أصبحتُ أُغفر كأنني لا أُؤذى.

تحملتُ ما لا يُحتمل، وقلت “سيزول”…

لكن الألم تمدد في روحي كلما تجاهلته.

وثقتُ في قلوبٍ مثقوبة،

وألقيتُ مشاعري في بحر لا قاع له،

ظنًا مني أن النُبل يُعيد للناس إنسانيتهم،

لكني كنتُ أُنزف تحت راية الطيبة.

أنا من أفسدتُ قلبي،

لأنني صدقتُ أن الحب وحده كافٍ،

أن النقاء يحمي،

أن التضحية تُقدّر،

لكنني كنتُ أُعطي من قلبي… حتى أفرغ.

ليس في الأمر ندم،

بل وعيٌ متأخر بأن الطُهر لا يجب أن يُنثر أمام كل عابر،

وأن القلب لا يُعطى إلا لمن يحمل قلبًا أيضًا.

والله ما أفسد قلبي إلا قلبي…

حين لم أحمِه، لم أسمعه، لم أنصفه.

ولأنني كنتُ أظن أن النقاء قوة…

اكتشفتُ أن في بعض المواضع، الطُهر يقتل ببطء.

شاهد أيضاً

الصاحب الأمين.. مش بس عشرة، دي مسؤولية وعهد

كتبت بوسي عواد لما تيجوا تعملوا أصحاب عمر، اختاروا صحاب أمَناء.. مش بس على أسراركم، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *