الأربعاء , أغسطس 13 2025

بين د/ مي غريب و ماء غريب

بقلم  د/ مى غريب

في كل مرة أقدّم نفسي:

“أهلاً، أنا دكتورة مي غريب.”

تبدأ النظرات تتبادل بين الحضور، ويهمس أحدهم لصديقه:

“هي الدكتورة؟ ولا هي اللي بتتباع في الصيدلية بـ12 جنيه؟”

يا جماعة، أنا مش “ماء غريب”… أنا “مي غريب” بلحمها ودمها وشهادتها المعتمدة!

 حكايات من عيادة غريبة الاسم:

أحدهم اتصل يسأل عن موعد استشارة فقلت له:

“اتفضل، معاك د/ مي غريب.”

ردّ عليّ وهو مطمئن:

“حلو! طب أنا ابني عنده مغص… آخد حضرتك قبل الرضاعة ولا بعدها؟”

يبدو أن الناس تظنني شراب بطعم الينسون، يُؤخذ عند اللزوم، ويُحفظ بعيدًا عن متناول الأطفال (أو بالقرب منهم؟ على حسب الحالة).

تنويه علمي ساخر:

رغم إن “ماء غريب” دواء مشهور، ومحبوب لدى ملايين الأمهات، إلا إنه:

لا يعطي استشارات في التغذية السليمة.

لا يقدّم محاضرات في التنمية البشرية.

لا يُدرّب على الإسعافات الأولية.

ولا يمكنه تعديل السلوك… إلا سلوك القولون عند الرضع فقط!

فـ بالله عليكم… لما تسمعوا اسم “مي غريب”، فكروا في إنسانة بتدرب، بتشرح، بتحلل لغة الجسد… مش في قنينة بلاستيكية جنب طقم الرضاعة!

 لو كنتُ مثل “ماء غريب”:

كان زماني مكتوب عليّ في النشرة:

الاستخدامات: تهدئة الأعصاب، وتسكين المغص التربوي.

الجرعة: تُؤخذ بكلمة طيبة ومحاضرة غنية بالمعلومة.

التحذيرات: يُسبب الإدمان الفكري والتحفيز الذهني الشديد.

 الختام:

أنا مي غريب… مش دواء، بل دواء الروح والعقل والمعرفة!

لكن مش هزعل لو قلت عني “ماء غريب”… لأن الحقيقة إني برضو:

“بهدّي، وبنظّم، وفعّالة في أقل من ساعة!”

شاهد أيضاً

الصاحب الأمين.. مش بس عشرة، دي مسؤولية وعهد

كتبت بوسي عواد لما تيجوا تعملوا أصحاب عمر، اختاروا صحاب أمَناء.. مش بس على أسراركم، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *