المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة
بقلم: د/ مي غريب
صوت داخلي بيهمسلك: فيه حاجة غلط.
مش صداع عادي…
ولا سخونية بسيطة…
ولا شوية “حساسية من الشامبو”.
الموضوع أكبر…
جسمك بيبعَتلك رسالة،
لكن للأسف، كتير مننا بنفتح كل الرسائل…
إلا اللي من أجسادنا!
المشهد الأول: بداية الحكاية
تبدأ القصة من فوق…
من الرأس اللي فجأة بقت فرن مشتعل،
وسخونة غير مفهومة…
وبعدين تِطلّع فقاقيع مؤلمة، وجلد بيلتهب كأن في معركة حربية شغالة.
والسؤال اللي بيتهرب منه الكل:
“هو إيه ده؟ وإيه سببه؟ وهل لازم أقلق؟”
أنا بقولك: آه، لازم تقلق… بس بالعقل مش بالرعب.
خلف الكواليس: الأسباب مش دايمًا بريئة
وراء الكواليس، بتشتغل احتمالات كتيرة، زي:
حساسية متأخرة:
زي شخص اتضايق منك من سنة، وفجأة قرر يواجهك دلوقتي.
منتجات العناية، صبغات، زيوت مجهولة…
بتبان بريئة، لكن تقدر تِقلب جلدك فوق تحت.
هربس نطاقي (الحزام الناري):
فيروس قديم نايم… فجأة يصحى بسبب توتر أو تعب
يبدأ بحرارة، وبعدها جلدك يتحول لساحة قتال فيها فقاقيع ونار.
عدوى بكتيرية:
شعرة واحدة مصابة ممكن تنشر العدوى في الفروة كلها
خصوصًا لو بتشاركي مشط، أو حجاب مش نضيف، أو فوتا مش بتاعتك.
أمراض مناعية بتحب تلعب في الجلد:
الصدفية، الذئبة…
أمراض بتحب الظهور بمناطق الرأس، وتبدأها بسخونية أو فقاقيع غريبة.
ضغط نفسي؟ آه طبعًا!
أيوه، الضغط العصبي بيولّع الجسم كله.
فيه ناس بتظهر عندها التهابات جلدية كأن الجلد نفسه مش قادر يحتمل توترك.
المشهد الثاني: لما نتجاهل
لما نتجاهل البداية، بنفتح الباب للكوارث:
تساقط شعر دائم
التهابات تسيب ندوب
عدوى تنتشر لباقي الجسم
أو حتى تسمم دموي في الحالات الشديدة
والمؤلم؟
إن كل ده كان ممكن يتوقف… لو استجبنا من بدري.
طيب نتصرف إزاي؟ (مش بس كأطباء… كبشر)
1. اسألي جسمك الأول، وبعدين اسألي الطبيب
لو بتحسي إن جسمك بيقولك “في حاجة مش مظبوطة”… اسمعيه.
2. افحصي كل حاجة لمست جلدك مؤخرًا
منتج؟ حرارة؟ شمس؟ مشط مش بتاعك؟
أوقات الجاني بيكون بسيط جدًا… لكنه قاتل لو اتكرر.
3. الطبيب مش رفاهية، ده أمان
تحاليل دم، مسحة جلدية، وأحيانًا خزعة بسيطة
علشان نوقف النار قبل ما تتحول لحريق.
4. اغلقي كل مصادر الإهانة لجسمك مؤقتًا
لا كريمات… لا زيوت… لا تغطية طويلة للرأس
سيبيه يتنفس… يتعافى… يستريح.
5. عالجي السبب، مش بس العَرَض
مضاد حيوي؟ مضاد فيروسات؟ كورتيزون موضعي؟
الدواء بيتكتب لما نعرف العدو.
المشهد الأخير: مشهد المصالحة
أكتر لحظة صدق بينك وبين جسمك، لما تدي له فرصة يعبر…
مش لازم يقولك “أنا موجوع” بصوت،
هو بيقولها بحرارة، بفقاعة، باحمرار.
افهميه…
واحترمي النداء، حتى لو شكله غريب.
كلمة أخيرة مني ليكي
فيه أعراض بتعدي زَي الموجة…
وفيه أعراض بتكون “إنذار تغيير”.
لما فروة راسك تسخن، وجلدك يبكي فقاقيع…
ده مش وقت تشتري شامبو طبي،
ده وقت تسألي:
“هو أنا بقالي قد إيه بسكّت جسمي…؟”
الوعي مش معلومات… الوعي هو إنك تسمعي جسمك قبل ما يصرخ
