الأربعاء , أغسطس 13 2025

الطيبة شرف الإنسان وسرّ نجاحه

كتبت خيريه غريب

في أعماق كل نفس بشرية، يسكن نور خفي، لا تراه العيون بقدر ما تلمسه الأرواح. نورٌ يتجلى حين ينبع التعامل من قلب طيب، وعقل صافٍ، ومشاعر نقية.

 

الطيبة ليست ضعفًا كما يظن البعض، بل هي الشرف الذي يزين الإنسان، والأساس الذي يُبنى عليه كل تواصل إنساني نبيل. فمن كان أصله طيبًا، قدر على منح الحب دون انتظار مقابل، وعلى احتواء الآخرين برحابة صدر لا تعرف التكلّف.

 

في هذا العالم المتسارع، الذي بات يميل نحو الجفاء، نحن أحوج ما نكون للعودة إلى الجذور… إلى القيم التي تجمعنا ولا تفرقنا.
نحتاج لأن نُعيد إحياء الطيبة في تعاملاتنا، أن نُحسن الظن، وأن نبني جسور الثقة بدلًا من أن نُقيم بيننا جدران الشك.

 

الأصل الطيب لا يبهت مع الوقت، بل يزداد رسوخًا كلما عاندته الظروف. وقد يُساء فهمك، وقد يُستغل حُسن نيتك، لكن طيبتك ستبقى سرّ قوتك، وسرّ احترام من يعرف قيمتك.

 

فلنحمل الطيبة راية لا نخجل منها، ولنُظهر إنسانيتنا في زمن تُختبر فيه القلوب. فشرف الإنسان ليس بما يملك، بل بما يمنح من صدق، ووفاء، ونُبل.

 

وفي نهاية المطاف، سيبقى صاحب الأصل الطيب هو الأجدر بالحب، والأقرب إلى النجاح، والأحق بالسلام الداخلي.

شاهد أيضاً

الصاحب الأمين.. مش بس عشرة، دي مسؤولية وعهد

كتبت بوسي عواد لما تيجوا تعملوا أصحاب عمر، اختاروا صحاب أمَناء.. مش بس على أسراركم، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *