المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة
كتب محمد نادر
في خطوة حاسمة تعكس حرص الدولة على ضبط المنظومة التعليمية، كلف الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، وكيلة وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، بإعفاء إدارة مدرسة حميدة الإعدادية الواقعة بنطاق مركز الواسطى من مهامها، وذلك في أعقاب الضجة التي أثارتها واقعة الرسوب الجماعي لطلاب الصف الثالث الإعدادي بالمدرسة، والتي أصبحت حديث الرأي العام عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وأكد المحافظ في توجيهاته أن ما حدث يُعد “انعكاسًا واضحًا لسوء الأداء الإداري والتربوي داخل المدرسة”، ولا يمكن التغاضي عنه أو تمريره دون محاسبة، مطالبًا بسرعة اتخاذ إجراءات تحقيق عاجلة بحق كل من مدير إدارة الواسطى التعليمية ووكيل الإدارة، للوقوف على أبعاد هذا التراجع الصادم في نتائج الطلاب، ومعرفة أوجه القصور في المتابعة الميدانية والتقييم التربوي بالإدارة.
وبحسب ما تم تداوله، فقد رسب جميع طلاب المدرسة باستثناء طالبة واحدة فقط، في مشهد غير مسبوق أثار تساؤلات حول واقع التعليم وانضباط العملية التعليمية داخل المدرسة، خاصة مع ورود معلومات عن ضعف الالتزام بالحضور والتحصيل الدراسي، ما دفع المحافظ لتكليف مديرية التربية والتعليم بإعداد دراسة شاملة توضح أسباب تدهور النتائج، على أن تتضمن حلولًا عملية وقابلة للتنفيذ لتحسين جودة التعليم في المدرسة، وامتدادًا إلى المدارس التي تعاني من ظروف مماثلة.
كما وجه الدكتور “غنيم” بعقد لقاء مجتمعي عاجل يضم الطلاب وأولياء الأمور وممثلي قطاع التعليم والمجتمع المحلي، من أجل فتح حوار شفاف حول أسباب المشكلة واقتراح سبل معالجتها، مشددًا على ضرورة رفع تقرير مفصل بنتائج هذا اللقاء إلى مكتبه خلال أيام، يتضمن التوصيات والإجراءات المقترحة.
من جانبها، أكدت الأستاذة أمل الهواري، وكيل وزارة التربية والتعليم ببني سويف، البدء الفوري في تنفيذ تعليمات المحافظ، مشيرةً إلى تشكيل لجنة فنية لمراجعة أوراق إجابات الطلاب، الذين بلغ عددهم 60 طالبًا وطالبة، بينهم 14 تغيبوا عن أداء الامتحانات، موضحةً أن اللجنة ستنهي عملها قريبًا، مع التأكيد على التزام المديرية بمنع أي تجاوزات أو تلاعب في نتائج الامتحانات، مشددة أن النتائج تعكس الواقع الحقيقي لمستوى الطلاب في المدرسة.
وتفتح هذه الواقعة المؤلمة ملفًا شائكًا حول تردي بعض أوضاع المدارس الريفية وضرورة إعادة تقييم شاملة للمنظومة التعليمية في القرى والمراكز، لضمان مستقبل أفضل لأبناء هذه المناطق، ومساواتهم بحقهم في تعليم جيد ومتوازن.
