الإثنين , أغسطس 11 2025

ترامب ينسحب من مفاوضات غزة: “لا صفقة مع من لا يريد السلام

كتب مصطفى قطب

في خطوة مفاجئة تزيد المشهد في غزة تعقيدًا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، انسحاب بلاده رسميًا من مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس”، متهمًا الحركة الفلسطينية بـ”عدم الرغبة في التوصل إلى اتفاق”، وهو ما وصفه بـ”أمر مؤسف، لكنه ضروري في هذه المرحلة”.

 

وقال ترامب في كلمته التي ألقاها من مقر حملته الانتخابية، إن الولايات المتحدة بذلت جهودًا كبيرة خلال الشهور الماضية للمساهمة في وقف النزيف الإنساني في قطاع غزة، وأشار إلى أن بلاده لعبت دورًا بارزًا في إطلاق عدد كبير من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين، لكنه لفت إلى أن المرحلة الحالية باتت معقدة، معتبرًا أن “حماس لا تهتم بإبرام أي صفقة بعد الآن”.

 

وأضاف: “لقد انسحبنا من المفاوضات، لأننا لا يمكن أن نواصل التفاوض مع طرف لا يريد السلام، ولا يلتزم بالاتفاقات”، مؤكدًا أن تسليم الرهائن المتبقين كان سيمثل نقطة تحول نحو هدنة حقيقية، “لكن حماس فضلت التمسك بأوراق الضغط، حتى على حساب معاناة أهل غزة”.

 

وألمح ترامب إلى ضرورة “القضاء على حماس”، معتبرًا ذلك خطوة ضرورية، وفقًا لتوصيفه، لتحقيق أي سلام مستدام في المنطقة، وهو ما يعكس تصاعدًا واضحًا في لهجته تجاه الحركة.

 

من جهة أخرى، لم يفوت ترامب الفرصة لانتقاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد تصريحاته الأخيرة حول الاعتراف بدولة فلسطين، حيث وصف كلام ماكرون بأنه “عديم الوزن ولا قيمة له”، متهمًا إياه بمحاولة اللعب على العواطف الأوروبية دون تأثير فعلي على الواقع.

 

هذا التصعيد يأتي في وقت حساس تشهده الجهود الدولية الرامية لإحياء الوساطة في غزة، حيث تسير المفاوضات في طريق مسدود رغم المساعي الحثيثة التي تقودها مصر وقطر، واللتين أكدتا استمرارهما في الدفع نحو تهدئة شاملة تضمن وقف العدوان وتبادل الأسرى وفتح المعابر الإنسانية.

 

وكان المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قد أعلن أمس الخميس، سحب فريق التفاوض الأمريكي من العاصمة القطرية الدوحة، بعد وصفه رد حماس على المقترحات الأخيرة بـ”المخيب” وغير المتجاوب مع المطالب الأساسية لوقف إطلاق النار.

 

وبحسب مصادر مطلعة، فإن الرد الذي قدمته حماس لم يتضمن موافقة صريحة على الشروط الإسرائيلية والأمريكية، وعلى رأسها تسليم الرهائن المتبقين دون مقابل سياسي واضح، ما دفع واشنطن لاتخاذ قرار الانسحاب.

 

في المقابل، لم تصدر حتى الآن أي ردود رسمية من حركة حماس على تصريحات ترامب أو قرار الانسحاب الأمريكي، فيما يُنتظر أن تلقي هذه الخطوة بظلالها على مسار الوساطة الدولية برمّته، وتفتح الباب أمام مزيد من التصعيد في الميدان.

 

وبينما تتزايد الدعوات الدولية لاستئناف الحوار ووقف الحرب المدمرة في غزة، يبدو أن انسحاب الولايات المتحدة من طاولة المفاوضات يمثل انتكاسة كبيرة لمساعي التهدئة، ويضع مستقبل المبادرات الدبلوماسية على المحك، في ظل غياب التوافق الحقيقي بين الأطراف الرئيسية في النزاع.

شاهد أيضاً

مصر تندد بخطة إسرائيل لاحتلال غزة بالكامل وإبادة للشعب الفلسطيني

كتب مصطفى قطب في موقف حازم يعكس التزامها الثابت بالدفاع عن الحقوق الفلسطينية، أدانت جمهورية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *