كتبت منة الله
في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز الوعي المجتمعي وترسيخ مفاهيم الديمقراطية والمشاركة السياسية الفاعلة، نظّم فرع ثقافة السويس، برئاسة هويدا طلعت، والتابع لإقليم القناة وسيناء الثقافي برئاسة الدكتور شعيب خلف، لقاءً توعويًا بعنوان: “دور مجلس الشيوخ.. وصوتك أمانة”. جاء اللقاء ضمن فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، وبدعم من وزارة الثقافة، بهدف رفع وعي المواطنين بأهمية المشاركة في العملية الانتخابية، ودور مجلس الشيوخ في دعم الحياة التشريعية.
شهدت الفعالية إقبالًا من المهتمين بالشأن العام، وأقيمت بمحاضرة ألقاها الأديب والموجه التربوي السابق الأستاذ صلاح زهير، الذي تناول فيها محاور عدّة، أكّد خلالها أن الصوت الانتخابي ليس مجرد ورقة، بل أمانة وطنية ومسؤولية تقع على عاتق كل مواطن. ودعا الحضور إلى ضرورة المشاركة الجادة والفعالة في الاستحقاقات الانتخابية، باعتبارها واجبًا وطنيًا يسهم في الحفاظ على استقرار الوطن ورفعته.
وأوضح زهير أن مجلس الشيوخ المصري، الذي أُعيد تشكيله بعد التعديلات الدستورية عام 2019 عقب استقرار الأوضاع السياسية بعد ثورة 30 يونيو، جاء كإضافة نوعية للحياة النيابية المصرية، عبر إعادة الغرفة الثانية للبرلمان، بما يضمن توسيع نطاق المشاركة الشعبية، والاستفادة من الخبرات والكفاءات الوطنية في صياغة السياسات العامة للدولة.
وأضاف أن المجلس يلعب دورًا محوريًا في إثراء المناقشات التشريعية، وتوفير بيئة برلمانية متوازنة، عبر دعم قرارات مجلس النواب، والمشاركة في دراسة مشروعات القوانين من خلال لجانه المتخصصة وأعضائه ذوي الخبرات المتنوعة. وأشار إلى أن وجود مجلسين تشريعيين في الدولة يُعد خطوة ضرورية لضمان التمثيل المجتمعي الأوسع، وتطوير آليات التشريع بما يواكب متطلبات المرحلة الحالية.
كما أكد أن من أبرز وظائف مجلس الشيوخ تدعيم شرعية المؤسسات السياسية، واحتواء طيف واسع من الممثلين عن النقابات، ورجال الأعمال، والفاعلين الاقتصاديين، بما يحقق شمولية في تمثيل شرائح المجتمع، ويُسهم في بناء اقتصاد متوازن ومجتمع متماسك.
وختم زهير كلمته بالتأكيد على أن نجاح العملية الانتخابية لا يكتمل إلا بمشاركة حقيقية من المواطنين، تعكس صورة حضارية لمصر أمام العالم، وتُترجم روح الانتماء والفهم العميق لمعنى الديمقراطية.
وقد أدارت اللقاء الشاعرة صباح هادي، التي أشادت بأهمية هذه الفعاليات الثقافية ودورها في ترسيخ قيم المواطنة الواعية، مثمّنة الجهود المبذولة من قِبل وزارة الثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة في إقامة أنشطة هادفة تلامس احتياجات المجتمع، وتدعم مسيرة الإصلاح السياسي والديمقراطي في البلاد.