المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة
كتبت بوسي عواد
في إنجاز أثري استثنائي يعكس ريادة مصر في مجال الآثار البحرية، نجحت بعثة الآثار الغارقة المصرية العاملة بميناء أبو قير شرق الإسكندرية في انتشال ثلاث قطع أثرية ضخمة من أعماق البحر المتوسط، تعود لفترات تاريخية متعاقبة، وتؤكد على الأهمية الحضارية للموقع الذي يمثل مدينة متكاملة المرافق من العصر الروماني.
وكشف فريق العمل أن الاكتشافات شملت تمثالًا ضخمًا من الكوارتز على هيئة أبي الهول يحمل خرطوش الملك رمسيس الثاني، في دلالة على امتداد تأثير الحضارة المصرية القديمة إلى السواحل الشمالية. كما تم العثور على تمثال من الجرانيت لشخصية بارزة من أواخر العصر البطلمي، يعكس دقة النحت وازدهار الفن خلال هذه الفترة. أما الاكتشاف الثالث فتمثل في تمثال من الرخام الأبيض لرجل روماني من طبقة النبلاء، ما يبرز الطابع المتنوع الذي اتسمت به المدينة الساحلية نتيجة للتبادل الحضاري.
وأكدت وزارة السياحة والآثار أن أعمال البحث والتنقيب تحت الماء ستستمر في الموقع، حيث تشير الدراسات الأولية إلى أن المنطقة تمثل مدينة غارقة متكاملة المرافق من العصر الروماني، كانت تزدهر بالأنشطة التجارية والاقتصادية والدينية قبل أن تبتلعها مياه البحر على مر العصور.
ويعد هذا الكشف حلقة جديدة في سلسلة الاكتشافات التي تشهدها الإسكندرية، والتي تسلط الضوء على دورها التاريخي كميناء عالمي ومركز للتواصل الحضاري بين الشرق والغرب. كما يعزز من مكانة مصر كوجهة رائدة في مجال السياحة الأثرية والبحرية، ويفتح آفاقًا جديدة للبحث العلمي والاكتشافات المستقبلية.
