المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة
كتبت منة الله
أكد الدكتور أسامة رسلان، المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف، أن فعاليات الأسبوع الثقافي الذي تنظمه الوزارة في 27 مسجدًا على مستوى الجمهورية تأتي في إطار خطة شاملة تهدف إلى بناء وعي صحيح لدى النشء والشباب، وترسيخ القيم الدينية والوطنية في مواجهة التحديات الراهنة، وفي ظل الحاجة الملحة إلى تجديد الخطاب الديني ونشر الفكر الوسطي المعتدل.
وخلال مداخلة هاتفية ببرنامج «صباح الخير يا مصر» على القناة الأولى، أوضح رسلان أن وزارة الأوقاف أجرت بالتعاون مع مؤسسات الدولة والمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية حصرًا شاملاً لـ 43 سلوكًا سلبيًا متفشيًا في المجتمع، من بينها: حرمان الإناث من الميراث، الإدمان الإلكتروني، التسرب من التعليم، وحوادث الطرق.
وأشار إلى أن مبادرة «صحح مفاهيمك» التي تطلقها الوزارة تعمل على معالجة هذه السلوكيات السلبية بما يتناسب مع مدى انتشارها في كل محافظة، بحيث تكون التوعية أقرب إلى الواقع المحلي وأكثر قدرة على التأثير الفعلي في حياة الناس.
وفي سياق حديثه عن تجديد الخطاب الديني، شدّد رسلان على أن التجديد وعد رباني، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن بعث مجدد للأمة على رأس كل مائة عام. وأكد أن التجديد لا يقتصر على المصطلحات الفقهية، وإنما يشمل إعادة الفهم وربط الدين بالعلم والحياة اليومية.
وضرب مثالًا بحوار دار مع مجموعة من الشباب حول صلاة الكسوف، حيث أوضح لهم أن هذه الصلاة لا تقتصر على أداء عبادة، بل تحقق طمأنينة نفسية وتشجع على التأمل في الظواهر الكونية، وهو ما يعزز الوعي بقضايا معاصرة مثل التصحر والاحتباس الحراري.
كما شدّد رسلان على أن قضية الوعي مسؤولية جماعية لا يمكن أن تنهض بها مؤسسة واحدة بمفردها، مشيرًا إلى أهمية التعاون والتكامل بين وزارة الأوقاف ووزارات الشباب والثقافة، مع الانفتاح على مراكز الشباب وقصور الثقافة بجانب المساجد، لتوسيع دوائر التفاعل مع فئات المجتمع المختلفة.
وأكد المتحدث باسم وزارة الأوقاف أن الإعلام شريك أساسي في معركة بناء الوعي، نظرًا لدوره المؤثر في تشكيل الرأي العام وتوجيه الاهتمامات، لافتًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من التعاون بين الأوقاف ووسائل الإعلام لتعزيز رسائل الاعتدال والتسامح ونبذ السلوكيات السلبية.
واختتم رسلان تصريحاته بالتأكيد على أن الوزارة ماضية في خطتها لتجديد الخطاب الديني ونشر الفكر الوسطي، مستندة إلى منهج يقوم على الاعتدال والتوازن، مع إيمان عميق بأن بناء الوعي هو السلاح الأقوى في مواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية التي تواجه المجتمع المصري والعربي في المرحلة الراهنة.
