كتبت بوسي عواد
في مشهد برلماني استثنائي شهدته مدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 11 إلى 13 سبتمبر الجاري، أعادت مصر برئاسة النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب، الروح إلى برلمان الاتحاد من أجل المتوسط (PA-UfM)، لترسخ مكانته كمنصة دولية للسلام والتعاون في منطقة تعصف بها الأزمات.
وقد جاء انعقاد الاجتماعات في توقيت بالغ الحساسية، حيث تتصاعد الأوضاع في الشرق الأوسط بفعل العدوان الإسرائيلي على غزة، وما يرافقه من توسعات استيطانية ممنهجة في الضفة الغربية، وانتهاكات صارخة لسيادة الدول. وفي هذا السياق، تمكنت مصر – ولأول مرة في تاريخ البرلمان – من قيادة مشاورات جادة أفضت إلى إصدار بيان ختامي تاريخي أدان العدوان، ليعكس التوافق الدولي غير المسبوق على مركزية القضية الفلسطينية.
وأكد أبو العينين، خلال كلماته أمام الجلسات، أن مصر ثابتة على موقفها الرافض بشكل قاطع لكل محاولات التهجير القسري للفلسطينيين، محذرًا من أن أي تجاهل للغضب الشعبي العارم بالمنطقة قد يجر العالم إلى موجات غير مسبوقة من الاضطراب. وأوضح أن القاهرة، بدورها القيادي، تعمل على صياغة رؤية مستقبلية تحقق الاستقرار الإقليمي، وتعيد للاتحاد من أجل المتوسط جوهر رسالته الأصلية في دعم السلم والتنمية المشتركة.
وشدد وكيل مجلس النواب على أن الشعوب لم تعد تقبل بسياسات الكيل بمكيالين، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في وقف الانتهاكات الإسرائيلية، والالتزام بالشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن. وأكد أن مصر ستظل ركيزة أساسية في الدفاع عن قضايا العدالة والسلام، وبوصلة إقليمية لصياغة توازنات جديدة تحفظ حقوق الشعوب.
لقد نجحت مصر، عبر هذا الحدث البرلماني الدولي، في تثبيت رسالتها التاريخية كقلب نابض للسلام في المنطقة، وأثبتت أن قيادتها الحكيمة قادرة على تحويل الأزمات إلى فرص لإعادة بناء الثقة بين شعوب المتوسط. وهكذا، أعاد البرلمان تحت الرئاسة المصرية البوصلة إلى مسارها الصحيح، ليكون بالفعل منصة للحوار والتعاون بعيدًا عن سياسات القوة والإقصاء.