كتب مصطفى قطب
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، أن قواته نفذت ضربة عسكرية جديدة استهدفت قاربًا لتهريب المخدرات في المياه الدولية، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص، مؤكدًا أن العملية تمت ضمن نطاق مسؤولية القيادة الجنوبية الأمريكية التي تشمل الأمريكيتين الوسطى والجنوبية ومنطقة البحر الكاريبي.
وعلى خلاف العمليات السابقة، لم يكشف ترامب عن موقع الضربة بدقة أو ما إذا كانت قد وقعت قبالة سواحل فنزويلا، حيث تنشر الولايات المتحدة منذ أشهر سفنًا حربية وغواصات وطائرات مقاتلة بدعوى مكافحة شبكات تهريب المخدرات.
وفي منشور على منصته “تروث سوشال”، قال ترامب إن الاستخبارات الأمريكية أكدت أن القارب كان محملًا بكميات من المخدرات وكان يسلك “ممرًا معروفًا لتهريب السموم إلى الشعب الأمريكي”، مضيفًا أن الضربة لم تُسفر عن أي خسائر في صفوف القوات الأمريكية. ونشر ترامب مقطع فيديو يظهر قاربًا سريعًا وهو يُستهدف قبل أن ينفجر ويشتعل.
أثار الإعلان موجة جدل واسعة في أمريكا اللاتينية، حيث اعتبرت حكومات عدة أن نشر واشنطن ثماني سفن حربية وغواصة نووية وعشر طائرات مقاتلة في المنطقة، يشكل تهديدًا مباشرًا باستهداف فنزويلا تحت غطاء مكافحة المخدرات.
كما شكك خبراء قانونيون في شرعية العملية، مشيرين إلى أن القانون الأمريكي لا ينص على عقوبة الإعدام لمهربي المخدرات، ما يجعل تنفيذ عمليات قتل خارج نطاق القضاء محل تساؤل.
الموقف الفنزويلي
من جانبه، اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الإدارة الأمريكية باستخدام “حملة مكافحة المخدرات” كذريعة لفرض ضغوط سياسية وتغيير النظام في كاراكاس. وأكد أن هذه الضربات تمثل انتهاكًا للقانون الدولي وتهديدًا مباشرًا لسيادة بلاده.
وكان ترامب قد صرّح في وقت سابق أن القوات الأمريكية استهدفت منذ بداية الحملة ثلاثة قوارب أدت إلى مقتل 14 شخصًا، لكن الإدارة لم تعرض سوى مقاطع مصورة لهجومين فقط، ما زاد من حالة الغموض والتساؤلات حول دقة الرواية الأمريكية.
وبينما تعتبر واشنطن هذه العمليات جزءًا من “حربها على المخدرات”، يراها خصومها في أمريكا اللاتينية غطاءً لتدخل سياسي وعسكري قد يفتح الباب أمام تصعيد جديد في المنطقة.