كتبت بوسي عواد
في خطوة جديدة تؤكد رؤية الدولة المصرية الطموحة نحو الارتقاء بقطاع النقل الجوي، يشهد مطار القاهرة الدولي نقلة نوعية بإطلاق مشروع «مبنى 4» الجديد، أحد أضخم المشروعات الاستراتيجية في تاريخ المطار، والهادف إلى تعزيز مكانة مصر كمركز محوري لحركة الطيران الإقليمي والدولي، وبوابة حضارية تستقبل ملايين الزائرين من مختلف أنحاء العالم.
يأتي هذا المشروع الطموح تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية التي تولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير البنية التحتية للمطارات وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمسافرين، بما يعكس الصورة الحقيقية لمصر الحديثة، ويعزز من تنافسيتها في مجال النقل الجوي والسياحة.
وأوضح الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، أن الطاقة الاستيعابية لمبنى الركاب الجديد ستصل إلى نحو 30 مليون راكب سنويًا، مما يرفع إجمالي الطاقة الاستيعابية لمطار القاهرة إلى أكثر من 60 مليون راكب سنويًا. هذا الإنجاز سيمنح المطار القدرة على مواكبة النمو المتسارع في حركة السفر والسياحة، ويجعله من بين أبرز المطارات المحورية في الشرق الأوسط وإفريقيا.
ويمتاز «مبنى 4» بتصميم معماري فريد يجمع بين الحداثة والاستدامة، إذ يعتمد على أحدث التقنيات الذكية في التشغيل وإدارة الخدمات، بما في ذلك نظم تتبع الحقائب، وإجراءات السفر الذاتية، وإدارة تدفق الركاب إلكترونيًا لتقليل وقت الانتظار وتحسين تجربة المسافر من لحظة دخوله المطار وحتى صعوده إلى الطائرة.
كما أكد الوزير أن المبنى الجديد سيعتمد على منظومة تشغيل متكاملة تشمل أحدث نظم الملاحة الجوية، والعمليات الأرضية، وإدارة الطاقة، والمباني الذكية، مع دمج التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي في مختلف مراحل التشغيل، بما يسهم في تحقيق أهداف الدولة في التحول الرقمي والاستدامة البيئية.
ويُتوقع أن يُحدث المشروع نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة للمسافرين، حيث سيضم صالات انتظار راقية، ومناطق ترفيه وتسوق عالمية، ومرافق لذوي الهمم، إلى جانب اعتماد معايير صارمة للسلامة والأمن والراحة، بما يتماشى مع المواصفات الدولية للمطارات الذكية.
ويمثل مشروع «مطار القاهرة 4» حجر الزاوية في خطة تطوير منظومة النقل الجوي المصري، إذ لا يقتصر دوره على التوسع في الطاقة الاستيعابية، بل يمتد ليجعل من مطار القاهرة مركزًا عالميًا للطيران والخدمات الجوية، يدعم الاقتصاد الوطني، ويعزز من مكانة مصر كمقصد سياحي واستثماري جذاب في المنطقة.
بهذا المشروع الطموح، ترسخ مصر مكانتها كـ دولة رائدة في تحديث منظومة النقل الجوي، قادرة على استشراف المستقبل بثقة، وتقديم تجربة سفر استثنائية تليق بمكانتها بين دول العالم، وتفتح آفاقًا جديدة نحو عالم من التطور والريادة في قطاع الطيران المدني.