الإثنين , أكتوبر 27 2025
أخبار عاجلة

توت عنخ آمون يعود إلى عرشه الذهبي بعد مائة عام بالمتحف المصري الكبير

كتبت منة الله

بعد مرور قرنٍ كامل على اكتشاف مقبرته التي حبست أنفاس العالم، يستعد الفرعون الذهبي توت عنخ آمون لاعتلاء عرشه من جديد، ولكن هذه المرة من قلب المتحف المصري الكبير، في حدثٍ عالمي ينتظره الملايين بشغفٍ ودهشة، حيث يعود الملك الصغير ليحكي قصة المجد والخلود في عرضٍ أسطوري يليق بمكانته كأشهر ملوك الفراعنة.

 

خمسة أيام فقط تفصل العالم عن افتتاح القاعة المهيبة التي ستضم كنوز الفرعون الذهبي كاملة لأول مرة منذ اكتشافها عام 1922، في مشهد يجمع بين روعة التاريخ وأحدث تقنيات العرض المتحفي. وسيشهد الافتتاح حضور ملوك ورؤساء وزعماء من مختلف دول العالم، في احتفالٍ مهيب يُعد الأضخم من نوعه في تاريخ المتاحف الحديثة.

 

 

◄ الفرعون الذي لم يشيخ

 

منذ أن أزاح عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر الستار عن مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك بالأقصر، ظل اسم الملك الشاب رمزًا للسحر والغموض والدهشة. لم يكن مجرد ملك حكم مصر في عمر الزهور، بل أصبح أسطورة تتجاوز حدود الزمان والمكان، سفيرًا خالدًا للحضارة المصرية في وجدان البشرية كلها.

 

واليوم، وبعد مائة عام من لحظة الاكتشاف التاريخية، يواصل الملك الذهبي إبهار العالم من جديد داخل قاعة ضخمة تبلغ مساحتها 7500 متر مربع، هي الأكبر المخصصة لملك واحد في تاريخ المتاحف، داخل المتحف المصري الكبير الذي يُعد أعظم مشروع حضاري في القرن الحادي والعشرين.

 

في القاعة الملكية الجديدة، سيجد الزائر نفسه وجهًا لوجه أمام أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية تخص الملك الصغير، تُعرض جميعها لأول مرة كاملة في مكانٍ واحد.

من التابوت الذهبي والعجلة الحربية، إلى التماثيل المذهبة والمجوهرات والأثاث الجنائزي، كلها مرتبة بدقة تحاكي شكل المقبرة كما كانت في وادي الملوك قبل 3300 عام.

 

وتعتمد طريقة العرض الحديثة على تقنيات الإضاءة ثلاثية الأبعاد والواقع الافتراضي، ليعيش الزائر تجربة غامرة تنقله إلى أجواء طقوس الدفن الملكي، وكأنه يقف في حضرة الإله “رع” نفسه وهو يشهد بعث الفرعون إلى الخلود.

 

لم يكن توت عنخ آمون مجرد رمز أثري، بل صار جسرًا ثقافيًا بين مصر والعالم.

فمنذ خمسينيات القرن الماضي، طافت كنوزه أشهر عواصم العالم؛ باريس، لندن، واشنطن، طوكيو، ومدريد، لتجذب أكثر من 150 مليون زائر على مدار العقود الماضية.

ومن بين أبرز الزوار الذين انبهروا بسحر مقتنياته:

 

الملكة إليزابيث الثانية خلال جولته في لندن عام 1972.

 

الجنرال شارل ديجول في معرض باريس عام 1967.

 

الأميرة ديانا التي قضت أكثر من خمس ساعات تتأمل كنوزه عام 1992.

 

وزعماء مثل عبد السلام عارف وهنري كيسنجر وشو إن لاي الذين وصفوا لحظة الوقوف أمام القناع الذهبي بأنها “تجربة لا تُنسى”.

 

بهذا الحدث الفريد، لا تحتفل مصر فقط بعودة ملكها الذهبي، بل تؤكد ريادتها الحضارية وقدرتها على المزج بين عظمة الماضي وحداثة الحاضر.

إن افتتاح قاعة توت عنخ آمون داخل المتحف المصري الكبير هو بمثابة رسالة سلام وخلود من أرض الكنانة إلى كل شعوب الأرض:

 

> “هنا وُلد التاريخ، ومن هنا يُبعث من جديد.”

شاهد أيضاً

الاستاذ معتز حمادي مدير الشئون الماليه بالتأمين الصحي فرع سوهاج شخصية متميزه وعراقة عائلية

كتبت –  رشا عبد الفضيل حسن: نتحدث عن شخصيه متميزه وعراقة عائله عظيمه يشهد عليها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *