كتب مصطفى قطب
في تصعيد جديد للتوتر على الحدود الجنوبية للبنان، أصدر الرئيس اللبناني جوزاف عون توجيهات حازمة إلى الجيش اللبناني بضرورة التصدي الفوري لأي توغل إسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية، وذلك عقب مقتل موظف بلدي في إحدى القرى الحدودية بنيران قوة عسكرية إسرائيلية، في حادثة أثارت غضبًا رسميًا وشعبيًا واسعًا.
وذكرت رئاسة الجمهورية اللبنانية في بيان رسمي أن الرئيس عون شدد، خلال لقائه قائد الجيش العماد رودولف هيكل، على أهمية الدفاع عن الأراضي اللبنانية وسلامة المواطنين، مؤكدًا أن ما جرى “يندرج في سلسلة الممارسات الإسرائيلية العدوانية التي تنتهك السيادة الوطنية وتعرض المدنيين للخطر”.
وأعرب الرئيس عن إدانته الشديدة للحادث الذي أودى بحياة الموظف البلدي أثناء قيامه بمهامه في قرية حدودية جنوب البلاد، مؤكدًا أن لبنان لن يقف مكتوف الأيدي أمام الاعتداءات المتكررة على أراضيه، وأن الجيش اللبناني يمتلك كامل الصلاحيات للرد على أي خرق ميداني يهدد أمن المواطنين أو وحدة الأراضي الوطنية.
وأضاف البيان أن الرئيس عون وجّه بضرورة رفع مستوى الجاهزية الميدانية في المناطق الجنوبية، بالتنسيق مع قوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث، وللتأكيد على التزام لبنان الكامل بتنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، مع التمسك بحق الدفاع المشروع ضد أي عدوان.
ويأتي هذا الموقف بعد سلسلة من الاشتباكات الحدودية المحدودة التي شهدتها المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة، وسط توتر متصاعد بين الجيش الإسرائيلي ومجموعات مسلحة لبنانية، ما يثير مخاوف من اتساع رقعة المواجهة وتحولها إلى نزاع أوسع يشمل الجنوب اللبناني بأكمله.
من جانبها، دعت مصادر رسمية لبنانية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في كبح الممارسات الإسرائيلية العدوانية، مؤكدة أن استمرار هذه الانتهاكات قد يدفع الأوضاع إلى مرحلة خطيرة تهدد الاستقرار الإقليمي برمته.
واختتم البيان الرئاسي بالتأكيد على أن سيادة لبنان خط أحمر، وأن الجيش اللبناني سيظل الدرع الحصين في مواجهة أي عدوان، مجددًا التزام الدولة بحماية حدودها وأمن شعبها مهما كانت التحديات.
المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة