المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة
كتبت ليلي مصطفى
شهد حفل افتتاح المتحف المصري الكبير حضورًا بريطانيًا بارزًا، عكس عمق العلاقات الثقافية بين القاهرة ولندن، وذلك بمشاركة وزير المملكة المتحدة لشؤون الشرق الأوسط، هيمش فولكنر، في حدث وُصف بأنه استثنائي يجمع بين عبق التاريخ وروح الاستدامة الحديثة.
وفي كلمة احتفالية مؤثرة، عبّر السفير البريطاني في مصر، مارك برايسون-ريتشاردسون، عن إعجابه الشديد بهذا الصرح الأثري العملاق، واصفًا المتحف بأنه “مؤسسة مذهلة وعالمية المستوى، تُقدم عرضًا يليق بعجائب مصر القديمة، ويُبرز عبقرية المصريين في حفظ تراثهم للأجيال القادمة.”
وأشاد السفير البريطاني بالدور الذي لعبته المملكة المتحدة في دعم جهود المتحف لتحقيق إنجاز بيئي فريد، تمثل في حصوله على شهادة EDGE الدولية للبناء الأخضر، مؤكدًا أن التعاون المصري البريطاني في هذا المجال يعكس التزامًا مشتركًا بـ حماية التراث الإنساني والحفاظ على البيئة في آنٍ واحد.
وأضاف برايسون-ريتشاردسون قائلًا: “نفخر بشراكتنا مع مصر في هذا المشروع العالمي، الذي يجسد طموح بلدينا نحو مستقبل مستدام يوازن بين الأصالة والتقدم. فالمتحف المصري الكبير ليس مجرد وجهة سياحية، بل رمز للتعاون الثقافي والابتكار البيئي.”
وأشار السفير إلى أن مصر تظل من الوجهات المفضلة للمسافرين البريطانيين، حيث تحتل المملكة المتحدة المرتبة الخامسة بين الدول الأكثر إرسالًا للسياح إلى أرض الفراعنة، وهو ما يعزز الروابط الشعبية والثقافية بين الشعبين.
كما كشف عن تطلع لندن لزيارة قريبة لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى القاهرة، مؤكدًا أن هذه الزيارة المرتقبة ستدشن مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين في مجالات الثقافة والسياحة والبيئة والطاقة النظيفة.
ويُعد المتحف المصري الكبير أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة، حيث يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية نادرة، من بينها مجموعة توت عنخ آمون الكاملة التي تُعرض لأول مرة مجتمعة في مكان واحد.
وبهذا الافتتاح التاريخي، لا يقتصر إنجاز مصر على تقديم هدية حضارية جديدة للعالم، بل يمتد ليؤكد ريادتها في دمج التراث بالتنمية المستدامة، لتصبح التجربة المصرية نموذجًا عالميًا يجمع بين حماية الماضي وبناء المستقبل.
