المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة
كتبت بوسي عواد
في زمنٍ باتت فيه المفاهيم تلتبس على الكثيرين، تبرز حقيقة خالدة لا يغيّرها الزمان: الرجولة فن لا يتقنه كل الرجال، والأنوثة ذوق لا تملكه كل النساء.
الرجولة ليست مجرد مظهر أو صوتٍ خشن أو قدرة على السيطرة، بل هي مزيج من الكرم في المواقف، الحزم في القرارات، والرحمة في القلب. هي احترام الذات والآخر، والقدرة على الاحتواء لا الإلغاء. الرجولة الحقة تظهر حين يكون الرجل سندًا لا عبئًا، أمانًا لا تهديدًا، مبدأ لا مظهرًا.
في المقابل، الأنوثة ليست تصنعًا ولا زينة تُرتدى، بل هي رقي في الأسلوب، دفء في الحضور، وذوق في التعامل. المرأة التي تتحلى بالأنوثة الحقيقية تملك قدرة فريدة على التعبير دون صخب، على العطاء دون انتظار، وعلى الجمال دون ابتذال. هي أنثى تعرف متى تصمت بقوة، ومتى تتكلم برقة.
وحين يلتقي هذا الفن الرفيع بتلك اللمسة الراقية، حين يُجيد الرجل رجولته وتُتقن المرأة أنوثتها، تنشأ علاقة قوامها الاحترام، وقلبها التفاهم، وروحها التكامل. تبدأ حياةٌ عنوانها السكينة، وموسيقاها الانسجام.
الرجولة والأنوثة ليسا تنافسًا، بل تناغم. كلاهما يُكمل الآخر لا يُلغيه، وكلاهما قيمة تُكتسب وتنمو، لا قوالب تُفرض. فإذا اجتمع الفن مع الذوق… تبدأ الحياة.
