مايا مرسي تحسم الجدل حول مقدمة “دولة التلاوة”: آية عبد الرحمن ليست بديلة

كتبت منة الله 

في رد حاسم على الجدل المتصاعد عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول الدعوات لاستبدال الإعلامية آية عبد الرحمن بمقدم رجل في برنامج “دولة التلاوة”، أكدت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، أن هذه الدعوات “تغفل جوهر دورها المهني” وتتجاهل الرسالة الحقيقية للبرنامج، الذي يقوم على تقديم فن التلاوة في صورة حديثة واحترافية.

 

وقالت الوزيرة في تدوينة على حسابها الرسمي:

“آية عبد الرحمن ليست مجرد مذيعة… بل واجهة ثقافية للبرنامج، وقد أثبتت كفاءتها الاستثنائية”، مشددة على أن معيار الاختيار يجب أن يكون الكفاءة المهنية وليس الجنس.

 

أوضحت الدكتورة مايا مرسي أن برنامج “دولة التلاوة” ليس برنامجًا وعظيًا تقليديًا، بل مسابقة تلفزيونية ذات فورمات عالمي يعتمد على التحكيم الدقيق، وإدارة مراحل تنافسية حساسة، ولحظات ترقب تتطلب حضورًا إعلاميًا متزنًا واحترافيًا.

 

وأكدت أن وجود آية عبد الرحمن يضمن هذا التوازن؛ فهي قادرة على إدارة اللحظات الصعبة، وخلق رابط إنساني راقٍ بين المتسابقين والجمهور، دون أن تفقد البرنامج هيبته الدينية أو رسالته الروحانية.

 

وأشارت الوزيرة إلى أن تقييمات عديدة أشادت بأدائها الهادئ والرصين، الذي جعلها “خيارًا مهنيًا لا يمكن استبداله لمجرد أنها سيدة”.

 

شددت مايا مرسي على أن ظهور امرأة مصرية بكفاءة عالية في تقديم محتوى قرآني بهذا الحجم يُعد رسالة قوة ناعمة، مؤكدة أن المرأة ليست دخيلة على المجال الديني، بل شريك أصيل في صناعته وحفظ تراثه.

 

وأشارت إلى أن مطالبة البعض باستبدال آية برجل، لمجرد كونه رجلًا، تمثل عودة غير مقبولة للصورة النمطية القديمة، بينما الواقع يؤكد أن المرأة المصرية والعربية أثبتت حضورها وتأثيرها في الإعلام الديني منذ عقود.

 

واستشهدت الوزيرة بمسيرة رائدتين من أهم القامات النسائية في الإعلام الديني:

 

1. الدكتورة هاجر سعد الدين

 

أول سيدة تتولى رئاسة إذاعة القرآن الكريم، وقدمت برامج فقهية متخصصة، أبرزها “فقه المرأة” الذي ظل علامة إعلامية لسنوات طويلة.

 

2. الإعلامية كاريمان حمزة

 

إحدى رائدات البرامج الدينية التلفزيونية، وقدمت أكثر من 1500 حلقة من برنامج “الرضا والنور”، وكانت مذيعة كبار العلماء وعلى رأسهم الشيخ محمد متولي الشعراوي.

 

وترى الوزيرة أن هذه النماذج تؤكد أن حضور المرأة في الإعلام الديني ليس استثناءً، بل أصل راسخ يعزز من مصداقية وقيمة البرامج الدينية.

 

اختتمت الدكتورة مايا مرسي رسالتها بالتأكيد على أن آية عبد الرحمن تمثل نموذجًا للمرأة المهنية القادرة على قيادة برنامج ديني ضخم بوعي وثبات، وأن أي تقييم لأدائها يجب أن يستند إلى المستوى المهني فقط، بعيدًا عن أي اعتبارات أخرى.

 

وبين الجدل والآراء المتباينة، يظل موقف الوزيرة رسالة واضحة بأن المرأة المصرية قادرة على تمثيل التراث الديني بكل احترام واقتدار، وأن الإعلام الديني المعاصر يعتمد على المهنية والاحترافية وليس على النوع الاجتماعي.