كتبت بوسي عواد
في خطوة جديدة تعكس تنامي الثقة الدولية في مناخ الاستثمار المصري، شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مراسم توقيع عقد مشروع قطري ضخم لإنتاج وقود الطيران المستدام (SAF) بمنطقة السخنة المتكاملة التابعة للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، باستثمارات تبلغ نحو 200 مليون دولار.
ويُعد المشروع، الذي تنفذه شركة «المانع» القابضة القطرية، أول استثمار صناعي قطري داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ويستهدف إنتاج وقود طيران صديق للبيئة وفق أحدث المعايير العالمية، بما يدعم توجه الدولة المصرية نحو الاقتصاد الأخضر والطاقة النظيفة.
ويقام المشروع على مساحة إجمالية تقدر بنحو 100 ألف متر مربع، تشمل 70 ألف متر بالمنطقة الصناعية و30 ألف متر بميناء السخنة، بطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 200 ألف طن، تشمل وقود الطائرات المستدام (HVO)، والبيوبروبين، والبيونافثا، اعتمادًا على إعادة تدوير زيوت الطعام المستعملة.
وأكد رئيس الوزراء، خلال مراسم التوقيع، أن المشروع يمثل إضافة نوعية لقدرات المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ويعزز من مكانتها كمركز إقليمي للصناعات الخضراء، في ظل التوجه العالمي المتسارع للاعتماد على مصادر الطاقة المستدامة، لاسيما في قطاع الطيران الذي يشهد معدلات نمو متزايدة.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن توقيع الاتفاق يتزامن مع انعقاد منتدى الأعمال المصري القطري بالقاهرة، بما يعكس التطور الإيجابي في العلاقات الثنائية بين البلدين، وترجمة الإرادة السياسية المشتركة إلى مشروعات استثمارية حقيقية تعزز التعاون الاقتصادي وتفتح آفاقًا أوسع للشراكة.
من جانبه، أوضح وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أن المنطقة أصبحت وجهة جاذبة للاستثمارات العالمية بفضل البنية التحتية المتطورة، وتوافر مصادر الطاقة، والحوافز الاستثمارية، مؤكدًا أن توطين صناعة وقود الطيران المستدام يمثل نقلة نوعية في مسار التنمية الصناعية المستدامة.
وأضاف أن المشروع يسهم في خفض الانبعاثات الضارة بنسبة تتراوح بين 50% و80% مقارنة بالوقود التقليدي، كما يدعم خطط الدولة لتعزيز الصادرات، خاصة بعد توقيع اتفاقية توريد طويلة الأجل مع شركة «شل» العالمية لشراء كامل إنتاج المشروع.
بدوره، أعرب عبدالعزيز المانع، الرئيس التنفيذي لمجموعة «المانع» القابضة، عن سعادته بالتعاون مع الحكومة المصرية والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مشيدًا بأجواء الاستثمار الواعدة والدعم الحكومي المستمر، مؤكدًا أن المشروع يجسد شراكة استراتيجية تعكس عمق العلاقات المصرية القطرية.
ومن المقرر أن يبدأ توريد وقود الطيران المستدام للأسواق العالمية بنهاية عام 2027، ليشكل المشروع علامة فارقة في مسيرة مصر نحو التحول إلى مركز إقليمي للطاقة النظيفة والصناعات المستدامة.
المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة