كتب سيد بدران
سادت حالة من الغضب العارم بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعد تداول مقطع فيديو يُظهر واقعة اعتداء مؤسفة على طفل بسيط يبيع الحلوى في الشارع، من قبل رجل يستقل سيارة ملاكي. الفيديو انتشر كالنار في الهشيم، وسط دعوات واسعة لمحاسبة المعتدي وإنصاف الطفل الذي لم يرتكب جرمًا سوى محاولة بيع الحلوى لكسب رزقه.
الفيديو، الذي أثار موجة استياء شديدة، وثق لحظة اقتراب الطفل البائع المتجول من السيارة، محاولًا إقناع قائدها بشراء الحلوى، قبل أن يباغته السائق بالاعتداء عليه أمام المارة بوحشية غير مبررة. هذا المشهد دفع الكثيرين للمطالبة بسرعة تدخل الجهات المعنية لحماية الأطفال العاملين في الشوارع، والحد من الانتهاكات التي يتعرضون لها.
واستجابت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية على الفور، حيث رصدت تداول الفيديو وفتحت تحقيقًا عاجلًا في الواقعة. وبالفحص، تبين أن الحادث وقع بمحافظة الغربية، وتحديدًا بدائرة قسم شرطة أول المحلة. وأوضحت الوزارة في بيان رسمي أنه لم ترد أي بلاغات رسمية بخصوص الحادث، إلا أنه تم التحرك بناءً على الفيديو المتداول.
نجحت قوات الشرطة في تحديد هوية الطفل الضحية، وهو بائع متجول يقيم بدائرة قسم أول المحلة، وتم استدعاؤه برفقة والده الذي أكد الواقعة. وبحسب أقوال الأب، فإن المعتدي نهر نجله وتعدى عليه بالضرب أثناء عرضه الحلوى عليه، لكنه طمأن بعدم حدوث إصابات خطيرة.
كما تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد وضبط مرتكب الواقعة، الذي تبين أنه مهندس مقيم بدائرة مركز شرطة سمنود بالغربية. وبمواجهته، اعترف بارتكاب الواقعة وبرر فعلته بأن الطفل قام بالطرق على زجاج سيارته عدة مرات وألح عليه لشراء الحلوى، ما أثار غضبه ودفعه للاعتداء.
الحادث سلط الضوء مجددًا على معاناة الأطفال الباعة الجائلين في الشوارع، والذين غالبًا ما يتعرضون لمعاملة قاسية وانتهاكات متكررة في غياب حماية كافية لهم. ويأمل الكثيرون أن تكون هذه الواقعة دافعًا لسن تشريعات أكثر صرامة لحماية هؤلاء الأطفال، ووضع حلول جذرية لأزمة عمالة الأطفال التي باتت مشهدًا مؤلمًا في الشارع المصري.
ختامًا، تتواصل التحقيقات في الواقعة وسط مطالب شعبية بضرورة اتخاذ عقوبات رادعة ضد كل من يعتدي على الأطفال أو يستغل ظروفهم الصعبة لتحقيق مصالح شخصية أو التنفيس عن غضب غير مبرر.