كتبت ليلي مصطفى
كشف الدكتور محمود شاهين، عضو الهيئة العامة للأرصاد الجوية، تفاصيل هامة حول التقلبات الجوية التي يشهدها الطقس خلال فصل الصيف، مؤكدًا أن ارتفاع درجات الحرارة وتذبذبها إلى جانب زيادة نسب الرطوبة هو أمر طبيعي في هذا الفصل من العام.
وأوضح شاهين، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد دياب في برنامج «صباح البلد» على قناة «صدى البلد»، أن السبب الرئيسي وراء الموجات الحارة المتتالية هو امتداد منخفض الهند الموسمي، وهو منخفض سطحي طبيعي يتكرر حضوره في شهري يوليو وأغسطس من كل عام. وأضاف أن هذا الامتداد لا يرفع درجات الحرارة فقط بل يؤدي إلى زيادة ملحوظة في نسب الرطوبة، مما يجعل الإحساس بالحر أكثر شدة.
وأشار إلى أن طبقات الجو العليا شهدت مؤخرًا تكوّن بعض المنخفضات الجوية، لكن قوتها هذا العام كانت أقل من الأعوام السابقة، وهو ما تسبب في سقوط أمطار متفرقة على مناطق من شمال البلاد، في مشهد لم يكن معتادًا بهذا التوقيت من قبل.
ولفت شاهين إلى أن الأمطار التي تسقط على جنوب البلاد خلال هذه الفترة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بما يُعرف بـ”الفصل المداري”، الذي ينشط بين مصر وشمال السودان خلال فصل الصيف. وأوضح أن هذا الفصل المداري يدفع بالسحب الممطرة بالقرب من الحدود الجنوبية لمصر، مما يؤدي إلى سقوط أمطار في مناطق مثل حلايب وشلاتين، وهو أمر أصبح أكثر تكرارًا خلال السنوات الأخيرة.
وعن القاهرة وباقي المناطق الداخلية، كشف عضو هيئة الأرصاد أن عمق المنخفضات الجوية نتيجة التغيرات المناخية أدى إلى تأثيرات غير معتادة خلال الصيف الحالي، حيث تعمقت هذه المنخفضات وزادت معها كميات بخار الماء، الأمر الذي تسبب في تكوين السحب بسرعة وسقوط الأمطار في بعض الأحيان.
واختتم شاهين حديثه مشيرًا إلى وجود مرتفع جوي في طبقات الجو العليا، يعمل كغطاء يحبس درجات الحرارة في الطبقات القريبة من سطح الأرض، مما يزيد من حدة الموجة الحارة التي يشعر بها المواطنون في الوقت الحالي.
هذه التغيرات الجوية تظل تحت المراقبة الدقيقة من هيئة الأرصاد الجوية، والتي تستمر في إصدار التحذيرات اللازمة مع كل تطور جديد في حالة الطقس، حرصًا على سلامة المواطنين وتوعيتهم بضرورة اتخاذ الاحتياطات المناسبة خلال فترات الحر الشديد.