المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة
كتب مصطفى قطب
في تصريح مثير للجدل، قال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال لقائه بالجنود في قطاع غزة، إن “التوصل إلى اتفاق في الأيام المقبلة سيكون إنجازاً عظيماً لكم”، وذلك حسبما نقلت قناة “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.
لكن هذا التصريح يأتي في وقت تتواصل فيه آلة الحرب الإسرائيلية بارتكاب أفظع الجرائم ضد المدنيين العزل في قطاع غزة. فمنذ السابع من أكتوبر 2023، يشن الاحتلال حرب إبادة شاملة أسفرت حتى الآن عن سقوط أكثر من 162 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين، مع وجود أكثر من 14 ألف مفقود تحت الأنقاض أو في ظروف غامضة.
ولم تتوقف المجازر الإسرائيلية حتى الآن، ففجر الثلاثاء 18 مارس الماضي استأنف الاحتلال عدوانه الدموي، مخلفاً نحو 600 شهيد وآلاف الجرحى في أيام قليلة. وبلغ التوغل العسكري ذروته في اجتياح “مفترق الشهداء” وشارع صلاح الدين، وهو الشريان الحيوي الذي يربط شمال القطاع بجنوبه، بالإضافة إلى منطقة مخيم الشابورة في رفح، وشمال غرب بلدة بيت لاهيا.
هذه الممارسات الوحشية تجري في ظل تنديد فلسطيني وعربي واسع، حيث طالبت حركة “حماس” بتحقيق دولي عاجل في الآلية الأمريكية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات الإنسانية، التي اعتبرتها غطاءً لتكريس الحصار وتعميق الكارثة الإنسانية في القطاع.
وبينما يتحدث رئيس أركان الاحتلال عن “إنجاز” محتمل، يرى المراقبون أن الاحتلال يحاول تغليف حرب الإبادة بعبارات خادعة أمام جنوده، بينما الحقيقة على الأرض هي استمرار الانتهاكات الممنهجة والجرائم التي ترقى لجرائم حرب وإبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وتبقى التساؤلات قائمة: أي “إنجاز” يتحدث عنه الاحتلال؟ وهل يمكن لاتفاق هش أن يمحو آثار دماء الأبرياء ودمار غزة الشامل؟ الإجابة ستظل حبيسة المعاناة المستمرة التي يعيشها أهالي القطاع في ظل صمت دولي مريب.
