كتب مصطفى قطب
في تطور دبلوماسي غير مسبوق، رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بإعلان مؤتمر نيويورك الدولي بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، واعتبرته “لحظة تاريخية فارقة” في مسار الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، في إطار رؤية دولية واضحة وملزمة لتنفيذ حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وقد تبنت الرئاسة المشتركة للمؤتمر – السعودية وفرنسا – هذا الإعلان الهام، بدعم واسع من قادة مجموعات العمل والدول المشاركة، مؤكدين التزامهم باتخاذ خطوات ملموسة، محددة زمنياً ولا رجعة فيها، من أجل تجسيد قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، وقابلة للحياة، على أساس قرارات الشرعية الدولية ومرجعيات مدريد، بما في ذلك مبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية.
ووصفت الخارجية الفلسطينية الإعلان بأنه نقطة تحوّل استراتيجية ستسهم في تحقيق السلام العادل والشامل، وإنهاء الاحتلال، ووقف جميع أشكال العدوان الإسرائيلي، مشيدة بالدعم الدولي غير المسبوق الذي أبداه المؤتمر، وخاصة في ما يخص تمكين دولة فلسطين من ممارسة ولايتها السياسية والقانونية على كامل أراضيها، بما يشمل قطاع غزة.
كما أعربت الوزارة عن تقديرها العميق للدول التي أبدت مواقف واضحة بشأن ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين، واعتبرت ذلك خطوة جوهرية في الحفاظ على حل الدولتين كحل واقعي ووحيد يضمن الأمن والاستقرار لكافة شعوب المنطقة. وفي هذا السياق، دعت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والإنسانية، وضرورة الضغط من أجل وقف العدوان الإسرائيلي، والسماح الفوري بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ومنع المجاعة والتهجير القسري، وفرض وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأكدت الوزارة أن ما خرج به مؤتمر نيويورك لا يقتصر على البيانات والتوصيات، بل يشكل خطة عمل متكاملة على المستويات السياسية والاقتصادية والقانونية والأمنية، وذلك عبر ثمان لجان متخصصة تعمل وفق جدول زمني واضح، ما يعزز فرص التحول الحقيقي نحو السلام المستدام.
كما أثنت الخارجية الفلسطينية على التزام الدول المشاركة في المؤتمر بحشد الدعم السياسي والمالي لحكومة دولة فلسطين، لمساعدتها على أداء مسؤولياتها في قطاع غزة وباقي الأراضي المحتلة، مشيرة إلى أهمية دعم الخطة العربية الإسلامية للتعافي وإعادة الإعمار في غزة، باعتبارها أداة واقعية لتحقيق الاستقرار والتنمية.
ودعت وزارة الخارجية الفلسطينية جميع الدول التي لم تنضم بعد إلى إعلان نيويورك إلى تبنيه والانخراط في تطبيق بنوده، باعتباره خطوة حقيقية لبناء زخم دولي لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وتحويل التعاطف الدولي إلى التزامات فعلية تترجم إلى قرارات عادلة تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة، وتؤسس لمستقبل أكثر عدلاً واستقراراً في المنطقة.
في ضوء هذه المستجدات، يترقب الفلسطينيون والعالم تطورات قادمة قد تعيد القضية الفلسطينية إلى صدارة الأولويات الدولية، وتمنحها فرصة جديدة للعدالة والسلام بعد عقود من الاحتلال والظلم.