الأحد , أغسطس 10 2025

رحيل لطفي لبيب.. خسارة فادحة لبهجة الشاشة وصوت الكوميديا الهادئة

كتبت منة الله

بقلوب يعتصرها الحزن وصدمة تعم الوسط الفني وجمهور الشاشة المصرية، ودّع محبو الفن الأصيل الفنان القدير لطفي لبيب، الذي رحل عن عالمنا منذ قليل، بعد صراع طويل مع المرض، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا لا يُقدّر بثمن، وذكرى لا تُنسى من البهجة والابتسامة الصادقة التي ظل يرسمها على وجوه الملايين لعقود.

 

لطفي لبيب، الفنان الذي لم يكن في الصف الأول من النجومية، لكنه كان دومًا الورقة الرابحة في أي عمل درامي أو سينمائي، ببصمته الفريدة، وحضوره الطاغي، وروحه الساخرة التي تملأ المشهد مهما كان حجمه. هو الذي عرفه الجمهور بوجهه الطيب وضحكته الدافئة، وبقدرته الاستثنائية على التسلل إلى قلوب المشاهدين دون عناء، فصار “صاحب البهجة” في زمن باتت فيه البهجة نادرة.

 

رحل لطفي لبيب بهدوء يشبه هدوء أدائه، لكنه ترك دوياً في قلوب محبيه وزملائه، حيث نعاه الفنان أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، بكلمات مؤثرة قائلاً: “وداعًا صاحب البهجة.. لطفي لبيب كان أخًا وصديقًا وفنانًا استثنائيًا لا يُنسى.”

 

طوال مسيرته، تعاون لطفي لبيب مع كبار نجوم الكوميديا في مصر، فكان الحضور الدائم الذي يُضفي على العمل لمسة سحرية، خاصة في أعماله المميزة مع الزعيم عادل إمام. بدأت رحلتهما معًا في فيلم “النوم في العسل” في التسعينيات، ثم توالت المشاركات في أعمال بارزة مثل “السفارة في العمارة” (2005)، و**”بوبوس”، و”زهايمر”**، وصولًا إلى مسلسل “صاحب السعادة” عام 2014، حيث كان لطفي لبيب دائمًا أحد أبرز ملامح النجاح في تلك الأعمال.

 

لم يكن لطفي لبيب مجرد ممثل، بل كان مدرسة في الأداء الطبيعي، البسيط، العميق، الذي لا يحتاج إلى صخب أو استعراض. استطاع أن يُجسّد دور المواطن البسيط، الموظف، الأب، الصديق، الضابط، وحتى المجنون، بروح فنية تجعلك تصدقه وكأنك تراه في الشارع أو في بيتك، لا على شاشة السينما.

 

ومن خلف الكاميرا، كان لطفي لبيب شخصية مثقفة، إنسانًا رقيقًا، وصاحب مواقف وطنية وإنسانية مشهودة، ترك في قلوب زملائه محبةً لا تزول، واحترامًا لا يُشترى.

اليوم، يبكيه جمهور لا يعرفه إلا من خلال الشاشة، لكنه يشعر بفقدان شخص قريب، دخل القلوب دون استئذان.

 

رحل لطفي لبيب، ولكن أعماله ستبقى شاهدة على زمن الفن الحقيقي، وعلى قامة لم تكن تتصدر العناوين لكنها كانت تتصدر القلوب. ستظل ضحكته في ذاكرتنا، وستبقى شخصياته حية في كل مشهد أعاد رسم البهجة والدفء.

 

وداعًا لطفي لبيب… رحلت جسدًا وبقيت فنًا وبهجة لا تموت.

شاهد أيضاً

 آخر أمنيات سيد صادق قبل رحيله: “نفسي أطلع الحج السنة الجاية”

كتبت منة الله رحل عن عالمنا الفنان القدير سيد صادق عن عمر ناهز 80 عامًا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *