المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة
بقلم : د. محمد جمال الدين
تئن مناطق واسعة بمحافظة الجيزة، وتحديدًا فيصل والطوابق وشارع الشهيد أحمد حمدي ومناطق الترابيع والفجر الجديد، تحت وطأة انقطاع طويل مستمر ومتكرر للكهرباء والمياه منذ أيام، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية حقيقية في ظل حرارة صيف القاهرة اللاهبة، إذ لا تتجاوز ساعات عودة الخدمة إن عادت الساعة أو الساعتين، لتغرق الأحياء مجددًا في ظلام دامس وعطش شديد، غير مبالية بصراخات واستغاثات المواطنين التي لم تلقَ أي استجابة من المسؤولين.
على الرغم من المناشدات المتكررة والشكاوى المستمرة، إذ يبدو أن آذان المسؤولين صماء عن معاناة المواطنين، فمنذ أيام والوعود الواهية هي كل ما يسمعه المتضررين، ولا استجابة حقيقية تأتي من محافظة الجيزة، وعلى رأسها المحافظ المهندس عادل النجار، ولا من مسؤولي شركات المياه أو الكهرباء، وحتى محاولات الإتصال بأرقام طوارئ المحافظة أو شركة المياه لا تسفر عن جديد، بل إن السيد المحافظ نفسه، وفقًا لما يردده الصحفيون، لا يرد على الاتصالات الهاتفية أو رسائل “الواتساب”، إلا لقنوات بعينها صحفيين جرائد ومواقع معينة، دون الإهتمام بباقي الصحفيين، وهذا التجاهل التام من قبل المسؤولين يفاقم الأزمة ويولد شعورًا عميقًا بالإحباط واليأس لدى المواطنين.
الوضع الحالي لا يمثل مجرد إزعاج بسيط، بل هو كارثة مكتملة الأركان تؤثر على جميع فئات المجتمع وتضرب مفاصل الحياة اليومية، فالأطفال وكبار السن والمرضى هم الفئة الأكثر تضررًا من انقطاع الكهرباء والمياه، فبدون مياه نظيفة، تنتشر الأمراض والأوبئة، ومع غياب الكهرباء تتعطل الأجهزة الطبية المنزلية وتزداد مخاطر ضربات الشمس والإجهاد الحراري، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، علاوة على تلف المأكولات والمخزونات الغذائية يصبح أمرًا حتميًا مع انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، مما يهدد الأمن الغذائي للأسر ويزيد من الأعباء المادية عليهم في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
تتلف أيضا الأجهزة الكهربائية نتيجة الانقطاعات المفاجئة للتيار الكهربائي وهو ما يشكل خسارة مادية كبيرة للمواطنين الذين يجدون أنفسهم مضطرين لإصلاحها أو استبدالها بشكل مستمر، علاوة عب توقف الحياة اليومية بشكل كامل، لا إضاءة، لا تكييف، لا مياه للشرب أو الاستحمام أو قضاء الحاجات الأساسية، وبالنسبة للتجار، تتوقف أعمالهم وتتعرض بضائعهم للتلف، مما يهدد مصادر رزقهم ويؤدي إلى خسائر فادحة.
نداء عاجل لفخامة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي الأمر بلغ حدًا لا يطاق، والمواطنون في الجيزة يناشدون بكل قوة وشجاعة السيد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وفخامة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي التدخل الفوري لإنقاذهم من هذا العذاب، إنهم يطلبون إنقاذهم من هؤلاء المسؤولين “غير المسؤولين” الذين يتجاهلون أبسط حقوق المواطنين في حياة كريمة وآمنة، فالوقت يمر سريعًا، والوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، ويتطلب حلولًا جذرية وعاجلة.
