الأحد , أغسطس 10 2025

ترامب يلوّح بالغواصات النووية.. وبوتين يرد من إسطنبول: لا تهديدات توقف الحوار

كتب مصطفى قطب

في تطور جديد يزيد من سخونة المشهد الدولي، أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، أنه أصدر أوامر بنشر غواصتين نوويتين أمريكيتين في ما وصفها بـ”مناطق ذات صلة”، وذلك ردًا على التصريحات الاستفزازية – بحسب تعبيره – الصادرة عن ديمتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي.

تصريحات ترامب جاءت في إطار تصعيد غير مسبوق في الخطاب السياسي، معيدًا إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة، حيث أشار إلى أن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التهديدات الروسية المتزايدة، مؤكدًا أن نشر الغواصات يحمل رسالة واضحة بأن “الردع النووي الأمريكي لا يزال حاضرًا بقوة”.

وردًا على تلك التصريحات، اعتبر برلماني روسي بارز أن لغة الإنذارات والضغط لا تصلح مع روسيا، مؤكدًا أن بلاده لن تخضع لأي محاولات لفرض الإملاءات عليها، مشددًا على أن زمن “الهيمنة الأمريكية” قد ولّى.

وفي خضم هذا التوتر السياسي والعسكري، ظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موقف مختلف، حيث أطلق تصريحات وصفت بـ”الهادئة”، مؤكداً من إسطنبول، أنه يُقيّم إيجابيًا نتائج المفاوضات الروسية الأوكرانية الأخيرة، وخصوصًا ما يتعلق بملف تبادل الأسرى.

وقال بوتين خلال مؤتمر صحفي:

> “أقيم المفاوضات مع أوكرانيا في إسطنبول بأنها إيجابية بشكل عام. كيف لا تكون كذلك ونحن نعيد مئات من أبناء الوطن إلى أحضان أسرهم؟”.

كما أشار إلى أن بلاده سلّمت آلاف الجثث من العسكريين الأوكرانيين القتلى في بادرة إنسانية، مقابل استعادة عشرات من الجنود الروس الأحياء، قائلاً:

أليس هذا إيجابيًا؟ بالطبع، إنها لحظة إنسانية سامية، فوق كل الخلافات والصراعات”.

وتثير هذه التصريحات المتناقضة من الجانبين تساؤلات حول مسار العلاقة بين موسكو وواشنطن، في ظل تعقيدات الحرب الروسية الأوكرانية وتدخلات الدول الكبرى.

في المقابل، يرى مراقبون أن ما بين لغة النووي الأمريكي والخطاب الإنساني الروسي، تبقى الحقيقة على الأرض أكثر تعقيدًا، وأن التصعيد المتبادل قد يعيد رسم خريطة التوازنات الدولية في المرحلة المقبلة، خاصة إذا ما استمر الضغط الغربي دون مسارات حقيقية للحوار.

شاهد أيضاً

دموع الأسرى تهز تل أبيب والمبعوث الأمريكي يهرع إلى ساحة الأسرى

كتب مصطفى قطب في مشهد يكشف تصدعات الداخل الإسرائيلي وارتباك القيادة السياسية أمام ضغط الرأي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *