كتب سيد بدران
في خطوة حاسمة لمواجهة الانفلات الأخلاقي على مواقع التواصل الاجتماعي، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط صانعة محتوى تقيم في دائرة قسم شرطة المطرية بمحافظة القاهرة، بعد تلقي عدد من البلاغات ضدها تتهمها بنشر مقاطع فيديو تتضمن ألفاظًا خادشة للحياء، ومضامين تخرج على الآداب العامة، وتشكل إساءة لاستخدام منصات التواصل.
وكانت المتابعة الأمنية الدقيقة قد رصدت نشاط المذكورة على عدة تطبيقات شهيرة، حيث دأبت على بث محتوى يستفز القيم المجتمعية، ويهدف إلى جذب المتابعين بأي وسيلة، في سبيل تحقيق نسب مشاهدات مرتفعة تدر عليها أرباحًا طائلة.
وبعد تقنين الإجراءات القانونية، تمكنت الأجهزة المعنية من تحديد هوية المتهمة وضبطها، حيث أقرت خلال التحقيقات الأولية بقيامها بتصوير ونشر الفيديوهات المثيرة للجدل عمدًا، لتحقيق شهرة سريعة وتحقيق أرباح مالية من خلال المشاهدات.
وتأتي هذه الواقعة ضمن سلسلة من الضبطيات التي تقوم بها الجهات المختصة في إطار حملة أوسع تستهدف مواجهة ظاهرة “المحتوى المبتذل” على منصات التواصل، والذي بات يشكل تهديدًا واضحًا للمنظومة الأخلاقية والاجتماعية، خاصة في ظل انجراف عدد من صانعي المحتوى وراء المكاسب المالية السهلة دون اعتبار للقيم والتقاليد.
وتعليقًا على الواقعة، شدد خبراء إعلاميون ومجتمعيون على ضرورة تفعيل الرقابة الأسرية والتربوية، إلى جانب تعزيز الدور التوعوي للمدارس والمؤسسات الدينية والثقافية، للحد من الانجراف خلف “ترندات” شهرة زائفة تقوم على الابتذال والإثارة، بعيدًا عن أي محتوى هادف أو نافع.
ومن المنتظر اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المتهمة، وفقًا لقوانين الجرائم الإلكترونية والإساءة لاستخدام الإنترنت، تمهيدًا لعرضها على جهات التحقيق المختصة، وسط مطالب شعبية بتغليظ العقوبات لردع كل من تسوّل له نفسه المتاجرة بالقيم والحياء العام.