كتب سيد بدران
في واقعة أثارت غضبًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، سقط صانع المحتوى المعروف باسم “مداهم” في قبضة الأجهزة الأمنية، بعدما انتشرت له مقاطع فيديو تتضمن ألفاظًا خادشة وخروجًا صارخًا على الآداب العامة، ما دفع عددًا كبيرًا من المتابعين لتقديم بلاغات عاجلة تطالب بمحاسبته.
وكانت وزارة الداخلية قد تلقت سلسلة من الشكاوى والبلاغات ضد البلوجر المذكور، عقب تداول مقاطع مصورة له عبر منصات السوشيال ميديا، ظهر فيها وهو يوجه عبارات وشتائم تتنافى مع القيم المجتمعية وتخالف القانون بشكل سافر، في محاولة مستفزة لجذب التفاعل وزيادة المشاهدات بأي وسيلة.
وبعد تقنين الإجراءات، تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد مكان إقامة المتهم بدائرة قسم شرطة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، حيث داهمت قوات الأمن مقر سكنه وضبطته متلبسًا بحيازة مبالغ مالية ضخمة بعملات محلية وأجنبية، إضافة إلى مشغولات ذهبية، وكمية من المواد المخدرة من نوعي “الحشيش” و”الأفيون”.
وأثناء التحقيقات، أقر المتهم بأنه تعمد نشر تلك المقاطع المثيرة للجدل بغرض رفع نسب المشاهدة على حساباته عبر منصات التواصل الاجتماعي، سعيًا لتحقيق أرباح مالية سريعة من خلال الإعلانات والمشاهدات. كما اعترف بحيازته للمخدرات بقصد التعاطي.
الواقعة تعيد إلى الواجهة قضية المحتوى الهابط الذي بات يسيطر على منصات التواصل، وسط غياب الضوابط الأخلاقية لدى بعض صناع المحتوى، الذين يفضلون الشهرة بأي ثمن، ولو على حساب الذوق العام والآداب والقيم المجتمعية.
التحقيقات لا تزال مستمرة، وسط مطالبات بتشديد العقوبات على كل من يستغل منصات التواصل لبث محتوى مخل أو غير قانوني، وتفعيل القوانين الرادعة لضبط هذا الفضاء المفتوح الذي أصبح ساحة للتربح غير المشروع.
هذه الواقعة تمثل رسالة واضحة من أجهزة الأمن: لا أحد فوق القانون، ومهما حاول البعض التلاعب بثوابت المجتمع من أجل “الترند”، فالحساب قادم.