كتبت بوسي عواد
في خطوة جديدة تعكس اهتمام الدولة بتطوير التعليم الفني وتعزيز شراكاته الدولية، استقبل الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، السفير الهولندي بالقاهرة، بيتر موليما، لبحث آفاق التعاون في مجال التعليم الفني، خاصة التعليم الزراعي، بما يحقق نقلة نوعية في إعداد وتأهيل الكوادر الفنية وفقًا لأعلى المعايير الدولية.
اللقاء جاء على هامش مشاركة الوزير في النسخة السادسة من مؤتمر “المصريين في الخارج”، تحت شعار “من كل مكان.. مصر العنوان”، حيث أكد عبد اللطيف أن الوزارة تولي التعليم الفني أهمية استراتيجية باعتباره أحد المفاتيح الأساسية لبناء اقتصاد قوي يعتمد على المعرفة والمهارة، لا سيما في القطاعات الإنتاجية الحيوية مثل الزراعة.
وأشار الوزير إلى أن التعاون مع هولندا يُعد فرصة واعدة لتطوير المدارس الفنية الزراعية، وتحويلها إلى مدارس دولية متخصصة قادرة على تخريج طلاب مؤهلين للتعامل مع متطلبات السوقين المحلي والدولي، مؤكدًا أن مصر تخطط لتحويل أكثر من 1270 مدرسة فنية إلى نماذج تكنولوجية تطبيقية ومزدوجة، بالشراكة مع دول رائدة مثل إيطاليا وألمانيا واليابان، ويُضاف الآن الجانب الهولندي إلى تلك القائمة.
وأوضح الوزير أن رؤية الوزارة للتعاون مع هولندا تتضمن الاستفادة من الخبرات المتقدمة في تخطيط وتصميم البيئة التعليمية الزراعية، من خلال تحديث المناهج، وتطوير البنية المدرسية، وتوسيع نطاق التدريب الميداني، إلى جانب منح شهادات دولية معتمدة تفتح أبواب العمل في الخارج، خاصة في دول مثل هولندا التي تُعد من أكثر الأسواق طلبًا للخبرات الزراعية المتخصصة.
من جهته، أكد السفير بيتر موليما أن التعليم الفني الزراعي يُمثل أحد مجالات الاهتمام المشترك بين القاهرة وأمستردام، مشيرًا إلى استعداد بلاده لتوسيع مجالات التعاون وتبادل الخبرات، بما يسهم في تعزيز جودة التعليم وربط مخرجاته بسوق العمل الأوروبي، ودعم خطط التنمية الاقتصادية في مصر.
وأضاف موليما أن بلاده تمتلك خبرات عميقة في إنشاء وإدارة المدارس الزراعية الحديثة، وتطمح إلى أن تكون شريكًا فعالًا في تطوير المنظومة المصرية، بما يعزز من تمكين الشباب ويدعم مناخ الابتكار وريادة الأعمال في المجال الزراعي.
اللقاء حضره عدد من المسؤولين من الجانبين، من بينهم الدكتورة هانم أحمد، مستشار الوزير للتعاون الدولي، والأستاذة أميرة عواد منسق الوزارة لمنظمات الأمم المتحدة، والأستاذة نيللي دراج من سفارة هولندا، حيث تناول الاجتماع مناقشة آليات ربط التعليم الفني المصري بالاحتياجات العالمية، وتوسيع فرص الطلاب للتدريب والعمل بالخارج، وتخطيط خارطة طريق لتحويل المدارس الزراعية المصرية إلى منصات تعليمية دولية في قلب الريف المصري.
وبهذا اللقاء، تفتح مصر صفحة جديدة من الشراكات التعليمية ذات البُعد الدولي، تؤكد فيها أن التعليم الفني لم يعد مجرد بديل، بل مسار استراتيجي لتأهيل جيل قادر على بناء اقتصاد تنافسي يواكب العصر.