كتبت بوسي عواد
في ذكرى مرور عشرة أعوام على افتتاح قناة السويس الجديدة، تجددت مشاعر الفخر والانتماء الوطني في محافظة السويس، حيث نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، احتفالية مميزة تحت عنوان “قناة السويس الجديدة شريان حياة”، وذلك في إطار خطة وزارة الثقافة للاحتفاء بالإنجازات الوطنية وترسيخ القيم المعرفية والثقافية لدى المواطنين.
وجاءت الفعالية ضمن سلسلة من البرامج التي تنفذها الهيئة في مختلف المحافظات، وشهدت محافظة السويس طيفًا متنوعًا من الفعاليات الثقافية والفنية التي نظمها فرع ثقافة السويس برئاسة هويدا طلعت، التابع لإقليم القناة وسيناء الثقافي برئاسة الدكتور شعيب خلف، حيث توزعت الأنشطة ما بين قصر ثقافة السويس وممشى أهل السويس بالكورنيش.
اختتمت مساء اليوم الورشة الفنية التي أُقيمت بمناسبة ذكرى افتتاح القناة الجديدة، تحت إشراف الفنانة لمياء عبد المنعم، وتدريب الفنان محمد أبو عمرة، والتي حملت عنوان “قناة السويس الجديدة شريان حياة”. بدأت الورشة يوم الاثنين 4 أغسطس واستمرت حتى الأربعاء 6 أغسطس 2025، بمشاركة واسعة من الأطفال والناشئة، حيث عبر المشاركون برسوماتهم عن فخرهم بهذا الإنجاز الوطني.
كما شهد القصر إقامة ورش متنوعة في مجالات متعددة، منها اللغة الإنجليزية، والنحو العربي، بالإضافة إلى ورش لتعليم أساسيات الرسم، بما يعزز من مهارات الأطفال والشباب وينمي وعيهم الثقافي.
وعلى ممشى أهل السويس، تفاعل الجمهور مع عرض فني متميز لفرقة كورال قصر ثقافة السويس بقيادة الفنان غريب غندور، حيث قدمت الفرقة باقة من الأغاني الوطنية والعاطفية التي لاقت استحسان الحضور، ومنها “تعيشي يا بلدي”، و”سهر الليالي”، و”بوابة الحلواني”، و”قلبي عشقها”.
ولم تغب السمسمية عن الاحتفال، حيث قدمت فرقة السويس للآلات الشعبية بقيادة الفنان أحمد عدوية مجموعة من الأغاني التراثية والوطنية التي تجسد روح المدينة الساحلية، أبرزها: “احنا السوايسة الصيادين”، و”البحر الأحمر علمنا”، و”سويسى وافتخر”، مما أعاد إلى الأذهان روح النضال والتاريخ العريق للمدينة الباسلة.
كما استمتع الأطفال بورشة للرسم على الوجوه نفذتها الفنانة لمياء عبد المنعم، والتي أضفت جوًا من البهجة والمرح، ورسّخت الأجواء الاحتفالية في نفوس المشاركين.
عشر سنوات مرّت على افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، ولا تزال الأصداء الإيجابية لهذا الإنجاز تتردد في وجدان المصريين، باعتباره خطوة فارقة نحو التنمية الاقتصادية وبوابة رئيسية للعالم. وها هي قصور الثقافة، من خلال هذه الفعاليات، تؤكد أن الثقافة ليست بعيدة عن التنمية، بل هي شريكة في بناء الوعي الوطني وتعزيز الانتماء.
احتفال السويس هذا العام لم يكن مجرد فعالية، بل رسالة متجددة بأن قناة السويس ستظل دائمًا “شريان حياة” في قلب الوطن.