السبت , سبتمبر 6 2025

مدبولي في اليابان نيابتا عن السيسي للمشاركة في قمة تيكاد ٩

كتبت بوسي عواد

يواصل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أداء مهامه الدبلوماسية والإقليمية، حيث غادر مطار القاهرة الدولي متوجهاً إلى اليابان لتمثيل فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في قمة طوكيو الدولية للتنمية في أفريقيا “تيكاد ٩”، والتي تستضيفها مدينة يوكوهاما اليابانية خلال الفترة من 20 إلى 22 أغسطس الجاري. وتأتي هذه المشاركة في إطار حرص مصر على تعزيز حضورها في المحافل الدولية والإقليمية الكبرى، والتأكيد على دورها المحوري في القارة الإفريقية.

 

 

تُعتبر قمة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا، التي تُعرف اختصاراً بـ”تيكاد”، إحدى أهم المنصات العالمية التي تعنى بالشراكة بين اليابان والدول الإفريقية، حيث انطلقت لأول مرة عام 1993 بمبادرة من الحكومة اليابانية، بالتعاون مع الأمم المتحدة والبنك الدولي والاتحاد الإفريقي. ومنذ ذلك الحين، أصبحت القمة تُعقد كل ثلاث سنوات، وتُشكل إطاراً للتعاون السياسي والاقتصادي، وتُسهم في صياغة ملامح التنمية المستدامة في القارة الإفريقية.

 

 

وتركز “تيكاد” على عدة محاور رئيسية، من أبرزها: دفع عجلة النمو الاقتصادي، دعم التنمية البشرية، تعزيز السلام والاستقرار، إلى جانب تشجيع الاستثمارات، خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة والصناعة. وتتميز القمة بطابعها التشاركي، حيث تجمع الحكومات الإفريقية واليابانية مع المنظمات الدولية وممثلي القطاع الخاص، بما يعكس رؤية متكاملة للتنمية.

 

 

مشاركة رئيس الوزراء المصري في القمة تأتي نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي تولي خلال السنوات الماضية تعزيز العلاقات المصرية–اليابانية، كما عمل على تقوية الشراكات بين إفريقيا والقوى الاقتصادية العالمية، بما في ذلك اليابان. ومن المتوقع أن يلقي الدكتور مصطفى مدبولي كلمة مصر في الجلسة الافتتاحية للقمة، والتي ستشهد حضوراً رفيع المستوى لرؤساء دول وحكومات إفريقية، إلى جانب رئيس الوزراء الياباني ورؤساء أبرز المنظمات الدولية.

 

 

وتحمل مشاركة مصر في القمة أهمية خاصة، نظراً لمكانتها كدولة محورية في إفريقيا، ودورها القيادي في دفع قضايا القارة على الساحة الدولية، حيث تركز القاهرة على تعزيز الجهود الرامية لدعم التنمية المستدامة، وزيادة الاستثمارات، وتطوير البنية التحتية، بما يخدم تطلعات الشعوب الإفريقية.

 

 

بحسب البرنامج المعلن للزيارة، فإن رئيس الوزراء المصري سيعقد عدداً من اللقاءات الثنائية على هامش القمة مع كبار المسئولين اليابانيين، ورؤساء المنظمات الإفريقية والدولية. كما سيجتمع مع ممثلي الشركات اليابانية الكبرى التي تبدي اهتماماً بالاستثمار في السوق المصرية، خاصة في قطاعات الصناعة والطاقة المتجددة والتكنولوجيا.

 

 

وفي إطار الزيارة، يشارك الدكتور مصطفى مدبولي في منتدى مجلس الأعمال المصري–الياباني، الذي يجمع عدداً من أبرز الشركات المصرية واليابانية. ويُتوقع أن يشكل المنتدى منصة لبحث فرص تعزيز التعاون المشترك، وتبادل الخبرات، واستكشاف سبل جديدة لزيادة الاستثمارات المتبادلة بين الجانبين. ويأتي ذلك في ظل ما تشهده العلاقات الاقتصادية بين مصر واليابان من تطور ملحوظ، خاصة مع وجود مشروعات مشتركة في مجالات التعليم والصحة والنقل.

 

 

شهدت العلاقات المصرية–اليابانية تطوراً كبيراً خلال السنوات الماضية، إذ ساهمت زيارة الرئيس السيسي إلى اليابان عام 2016 في إرساء أسس شراكة استراتيجية بين البلدين. ومن أبرز ثمار هذه العلاقات تأسيس الجامعة المصرية–اليابانية للعلوم والتكنولوجيا في مدينة برج العرب، فضلاً عن التعاون في تطوير قطاع التعليم من خلال “الشراكة المصرية–اليابانية للتعليم”. كما ساهمت اليابان في تمويل مشروعات كبرى في مصر، منها الخط الرابع لمترو أنفاق القاهرة، إلى جانب الدعم في مجالات الصحة والطاقة.

 

 

وتحرص القيادة السياسية في مصر على توسيع آفاق هذه الشراكة، عبر فتح المجال أمام الاستثمارات اليابانية في قطاعات جديدة مثل الاقتصاد الأخضر، والهيدروجين الأخضر، والصناعات التحويلية، بما يتوافق مع خطط مصر للتحول نحو التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.

 

 

تكتسب مشاركة مصر في قمة “تيكاد ٩” أهمية إضافية لكونها تمثل صوت القارة الإفريقية في المحافل الدولية. فقد تبنت القاهرة خلال السنوات الأخيرة سياسة خارجية نشطة لتعزيز التعاون الإفريقي–الإفريقي من جهة، وإفريقيا–العالم من جهة أخرى. وتجلى ذلك خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي عام 2019، حيث أطلقت مبادرات لدعم التنمية والبنية التحتية، وتعزيز التجارة البينية الإفريقية.

 

 

وفي قمة “تيكاد”، من المتوقع أن تدفع مصر بأجندة إفريقيا التنموية، خاصة في مجالات تمويل المشروعات الكبرى، وتوفير فرص العمل، ودعم التحول الرقمي، إلى جانب تشجيع الشركات اليابانية على التوسع في استثماراتها بالقارة السمراء.

 

 

من خلال حضورها الفاعل في قمة “تيكاد ٩”، تسعى مصر إلى تعزيز فكرة “الشراكة الثلاثية”، والتي تقوم على التعاون المصري–الياباني لدعم التنمية في القارة الإفريقية. فالقاهرة بما تملكه من خبرات واسعة في مجالات البنية التحتية والطاقة والإصلاح الاقتصادي، قادرة على أن تكون جسراً لنقل التكنولوجيا اليابانية إلى الدول الإفريقية، بما يسهم في تحقيق التنمية الشاملة.

 

 

تتسق مشاركة مصر في قمة “تيكاد” مع خططها الوطنية في مجال التنمية المستدامة، حيث تبنت القاهرة “رؤية مصر 2030” التي تركز على النمو الشامل، وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. كما أطلقت مصر العديد من المبادرات في مجالات التحول الرقمي، والطاقة المتجددة، ومشروعات البنية التحتية العملاقة مثل العاصمة الإدارية الجديدة، التي أصبحت نموذجاً للتنمية الحديثة.

 

 

إن توجه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إلى اليابان للمشاركة في قمة “تيكاد ٩” يعكس التزام مصر بدورها الإقليمي والدولي، ويؤكد حرصها على تعزيز التعاون مع اليابان والقارة الإفريقية في آن واحد. وتُمثل القمة فرصة جديدة لمصر لعرض رؤيتها حول مستقبل التنمية في إفريقيا، وفتح آفاق واسعة للشراكة الاقتصادية مع اليابان، بما يخدم تطلعات الشعوب الإفريقية نحو مستقبل أكثر ازدهاراً.

شاهد أيضاً

مدبولي يبحث مع إيليت سولار الصينية خطة توطين صناعة الخلايا الشمسية

كتبت بوسي عواد شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم اجتماعًا موسعًا مع السيد/ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *