المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة
كتب مصطفى قطب
استقبل فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الاثنين بمشيخة الأزهر، السيد ثارمان شانموجاراتنام رئيس جمهورية سنغافورة، برفقة حرمه السيدة جين يوميكو إتوجي، في زيارة هدفت إلى تعزيز التعاون العلمي والدعوي، والتباحث حول القضايا الإنسانية والدولية وعلى رأسها العدوان المجرم على قطاع غزة.
ورحّب فضيلة الإمام الأكبر بالرئيس السنغافوري، مشيدًا بالنموذج المتميز الذي تقدمه سنغافورة في مجالات التعليم والتعايش والتقدّم العلمي، مؤكّدًا أن الأزهر يرتبط بعلاقات تاريخية وثيقة مع سنغافورة، رسّخها الطلاب الوافدون عبر عقود طويلة. كما أعلن فضيلته استعداد الأزهر لزيادة المنح الدراسية لأبناء سنغافورة، واستقدام أئمّتها للتدريب بالأكاديمية العالمية التابعة للأزهر، إلى جانب تأسيس مركز لتعليم اللغة العربية في سنغافورة، خدمةً للشعب السنغافوري الراغب في تعلم لغة القرآن الكريم.
وخلال اللقاء، ناقش الطرفان المأساة الإنسانية في غزة، حيث شدّد شيخ الأزهر على ضرورة وقف العدوان فورًا وبلا شروط، قائلاً: «نشُدُّ على أيديكم وأيادي حكماء العالم للضغط بكل قوة لوقف هذا العدوان المجرم، وندعو الله أن نرى شعب فلسطين يعيش على أرضه ويتمتع بكامل حقوقه المكفولة للشعوب الأخرى». وأكد فضيلته أن الاعترافات الدولية المتتالية بدولة فلسطين تمثل مؤشرًا واضحًا على فقدان الكيان المحتل لظهيره العالمي الذي دعمه لعقود طويلة.
من جانبه، أعرب الرئيس السنغافوري عن اعتزازه بلقاء شيخ الأزهر، مؤكّدًا أن الأزهر الشريف منارة للعلم والفهم الصحيح، وتعزيز التفاهم بين الأديان والثقافات، ونشر قيم السلام في العالم. وأضاف: «جئتكم بوفد متعدِّد الأعراق والأديان لما نحمله لكم من تقدير كبير واحترام لا يمكن التعبير عنه بالكلمات». كما عبّر عن امتنانه للدعم المتواصل الذي يقدّمه الأزهر لأبناء سنغافورة، لا سيما في إنشاء كلية للدراسات الإسلامية وتوفير المنح الدراسية وتدريب الأئمة.
وفي إطار تعزيز التعاون الإقليمي، ناقش اللقاء مشاركة سنغافورة في مؤتمر «أديان من أجل التنمية والسلام» الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع الأزهر الشريف، بمشاركة قادة دول بارزين من العالم الإسلامي، بهدف تبادل الخبرات وإبراز النماذج الناجحة في التنمية والتعايش السلمي. وقد رحّب الرئيس السنغافوري بالمشاركة، مؤكّدًا دعمه الكامل لإنجاح المؤتمر.
ويعكس هذا اللقاء توافق الأزهر وسنغافورة على بناء جبهة إنسانية وحضارية، توظف العلم والحوار الديني من أجل تعزيز السلم العالمي، والدفاع عن حقوق الشعوب المقهورة، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني.
