المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة
كتب مصطفى قطب
في تطور مفصلي قد يفتح الباب أمام انفراجة سياسية في الحرب على غزة، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، إسرائيل إلى التوقف الفوري عن قصف القطاع، عقب إعلان حركة حماس موافقتها على الإفراج عن جميع الأسرى المحتجزين وتسليم إدارة غزة لهيئة من “المستقلين”، ضمن خطة السلام التي طرحها ترامب لإنهاء الصراع.
وقال ترامب عبر منصته “تروث سوشال”: “بناءً على البيان الصادر عن حماس، أعتقد أنهم مستعدون لسلام دائم. على إسرائيل أن تتوقف عن قصف غزة فورًا حتى نتمكن من إخراج الأسرى بأمان وبسرعة!”.
حركة حماس وصفت تصريحات ترامب بأنها “مشجعة”، مؤكدة استعدادها لبدء التفاوض الفوري عبر الوسطاء من أجل الإفراج عن الأسرى وإنهاء الحرب، مشددة على أن الموافقة تشمل إطلاق جميع الأسرى الأحياء والجثامين، وفق صيغة التبادل الواردة في المقترح الأمريكي، مع توفير الظروف الميدانية لنجاح العملية.
وفي خطوة موازية، أكدت حماس التزامها بتسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين، استنادًا إلى توافق وطني ودعم عربي وإسلامي، وهو ما اعتبره مراقبون تحولًا جوهريًا في الموقف السياسي للحركة تجاه إدارة القطاع.
لاحقًا، نشر ترامب مقطع فيديو قصيرًا على منصته، شدد فيه على أن خطته ستتعامل مع جميع الأطراف بـ”شكل منصف”، واصفًا موافقة حماس على إطلاق سراح الأسرى بأنها تمثل “يومًا مميزًا” في مسار التوصل إلى سلام دائم.
من جانبها، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجه بالعمل على “التنفيذ الفوري” للمرحلة الأولى من خطة ترامب، المتعلقة بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، ما يشير إلى بداية مرحلة تفاوضية جديدة تتداخل فيها الضغوط الأمريكية مع الحسابات الميدانية والسياسية في المنطقة.
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بإعلان حماس، داعيًا الأطراف كافة إلى “اغتنام الفرصة لإنهاء الحرب المأسوية في غزة”، في وقت تتزايد فيه الأصوات الدولية المطالبة بوقف إطلاق النار وإيجاد تسوية تضمن الأمن والاستقرار في المنطقة.
بهذا التطور، تدخل الأزمة منعطفًا حساسًا، حيث تتلاقى إرادة أمريكية لإنجاز اختراق تاريخي مع استعداد حماس لتقديم تنازلات غير مسبوقة، في انتظار موقف إسرائيلي نهائي يحدد ملامح المرحلة المقبلة.
