الأربعاء , أكتوبر 15 2025

الأزهر يحتضن جثمان الدكتور أحمد عمر هاشم في جنازة مهيبة تليق بمكانته العلمية والدعوية

كتب مصطفى قطب

في مشهد مهيب يليق بعالمٍ جليلٍ أفنى حياته في خدمة الدعوة الإسلامية ونشر الفكر الوسطي، وصل منذ قليل جثمان الإمام العالم الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إلى رحاب الجامع الأزهر الشريف، حيث احتشد محبوه وتلاميذه لأداء صلاة الجنازة عليه عقب صلاة الظهر، مودعين رمزًا من رموز العلم والدعوة.

 

خرج الجثمان الطاهر من إحدى المستشفيات بالقاهرة بعد استكمال إجراءات التجهيز، ليتوجه إلى الجامع الأزهر، حيث تجمعت جموع المصلين من مختلف المحافظات، في لحظة وداع امتزجت فيها الدموع بالفخر، تقديرًا لعالمٍ وهب عمره للعلم وخدمة الإسلام.

 

وكانت الصفحة الرسمية للدكتور أحمد عمر هاشم قد أعلنت عبر “فيسبوك” نبأ وفاته، وسط حالة من الحزن العميق في الأوساط الدينية والعلمية داخل مصر وخارجها، حيث نعاه آلاف من تلاميذه ومحبيه، مستذكرين مواقفه النبيلة وعطائه اللامحدود في خدمة الدعوة الإسلامية.

 

ومن المقرر أن يُشيَّع الجثمان عقب صلاة العصر إلى مثواه الأخير بمدافن العائلة في الساحة الهاشمية بقرية بني عامر بمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، حيث وُلد وترعرع، فيما يُقام العزاء مساء اليوم بالساحة الهاشمية، ويُقام عزاء ثانٍ يوم الخميس المقبل في مدينة القاهرة.

 

وقد نُشر بيان النعي الرسمي عبر الصفحة الرسمية للعالم الجليل، جاء فيه:

 

بقلوبٍ يملؤها الإيمان والرضا بقضاء الله وقدره، ننعي إلى الأمة العربية والإسلامية الإمام الشريف الدكتور أحمد عمر هاشم، سائلين الله أن يتقبله في الصالحين وأن يجعل الجنة مثواه، وأن يُلهم ذويه وتلاميذه الصبر والسلوان.

 

يُعد الدكتور أحمد عمر هاشم أحد أبرز رموز الأزهر الشريف في العقود الأخيرة، إذ جمع بين العلم الغزير والخطاب الدعوي الوسطي الذي رسّخ قيم التسامح والاعتدال. تولى رئاسة جامعة الأزهر، وكان عضوًا في هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية، وشارك في العديد من المؤتمرات الإسلامية على مستوى العالم مدافعًا عن صحيح الدين في وجه الغلو والتطرف.

 

عُرف الراحل بأسلوبه الهادئ العميق في تناول القضايا الشرعية والفكرية، وبتأثيره البالغ في الأجيال من خلال خطبه ومحاضراته وبرامجه الدينية، التي شكلت وعيًا وسطيًا لدى ملايين المسلمين.

 

برحيله، يفقد الأزهر الشريف أحد فرسانه الكبار، ورمزًا من رموز الوسطية التي طالما نادى بها في زمنٍ اشتدت فيه الحاجة إلى صوتٍ عاقلٍ راشد. لكن يبقى إرث الدكتور أحمد عمر هاشم حاضرًا في قلوب تلاميذه ومحبيه، وفي صفحات التاريخ التي ستذكره كـ إمام الوسطية وحارس الاعتدال.

 

رحم الله العالم الجليل، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن علمه وجهده خير الجزاء.

شاهد أيضاً

“مبادرة (ساهم.. ساعد.. شارك).. بارقة أمل لدعم أصحاب المشاريع الصغيرة”

صفاء مصطفى في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها العديد من أصحاب المشاريع الصغيرة، وفي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *