المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة
كتب مصطفى قطب
في حادثة أثارت صدمة عالمية وأعادت إلى الأذهان قصص السطو الفني الأسطورية، أبقى متحف اللوفر في باريس أبوابه مغلقة أمام الزوار اليوم الإثنين، عقب عملية سرقة جريئة نفذها أربعة لصوص استهدفوا خلالها ثماني قطع من مجوهرات التاج الفرنسي المعروضة داخل إحدى قاعاته الفاخرة.
ووفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس»، أعلنت إدارة المتحف أن الإغلاق سيستمر طوال اليوم “لظروف استثنائية”، بعد أن كانت أبوابه أُغلقت الأحد فور وقوع الحادث في ساعات الصباح الأولى. وأوضحت الإدارة أن الزوار الذين حجزوا تذاكرهم مسبقًا ليوم الإثنين سيتم تعويضهم واسترداد ثمن التذاكر بالكامل.
وعلّقت إدارة اللوفر لافتة على المدخل الرئيسي للمتحف تُبلغ الزوار بأن المتحف مغلق مؤقتًا، فيما تجمّع المئات في فناء الهرم الزجاجي الشهير ينتظرون معلومات رسمية حول موعد إعادة الافتتاح.
وقال أحد الموظفين في تصريحات مقتضبة إن “المتحف مغلق طوال اليوم”، بينما بدت علامات الإحباط على وجوه السياح الذين قطعوا مسافات طويلة لزيارة أبرز معالم باريس.
ومن بين الزوار الذين انتظروا أمام البوابات كانت السائحة الأمريكية كارول فوكس، التي عبّرت عن استغرابها من طريقة تنفيذ السرقة قائلة:
> “الدخول من نافذة المتحف أمر يتطلب جرأة غير عادية، أشعر بالتعاطف مع من كان يحرس تلك القاعة… لا أعتقد أنهم سيتمكنون من استعادة المجوهرات بسهولة”.
وتشير المعلومات الأولية إلى أن اللصوص الأربعة تمكنوا من اقتحام المتحف فجر الأحد عبر نافذة جانبية، قبل أن يتوجهوا مباشرة إلى قاعة مجوهرات التاج الفرنسي، ويستولوا على القطع الثمينة في غضون دقائق معدودة، ثم يلوذوا بالفرار قبل وصول أجهزة الأمن.
وتُعد مجوهرات التاج الفرنسي من أكثر المعروضات قيمة في متحف اللوفر، إذ تضم قطعًا نادرة توارثها ملوك فرنسا على مر العصور، من بينها تيجان مرصعة بالألماس والياقوت وأطقم ذهبية تعود لعصر نابليون الثالث.
وقد أثارت الحادثة حالة استنفار أمني غير مسبوقة في باريس، حيث باشرت الشرطة الجنائية الفرنسية تحقيقًا موسعًا بالتنسيق مع وحدة مكافحة الجرائم المنظمة، فيما تم فرض طوق أمني حول المتحف وإغلاق الطرق المؤدية إليه مؤقتًا صباح اليوم.
من جانبه، تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإعادة المجوهرات المسروقة ومحاسبة الجناة، مؤكدًا أن التحقيقات تسير على أعلى مستوى وأن السلطات “لن تتهاون في حماية التراث الوطني الفرنسي الذي يمثل هوية الأمة”.
وتُعد هذه الحادثة من أخطر عمليات السطو التي يشهدها متحف اللوفر منذ تأسيسه عام 1793، لتضاف إلى سجل الجرائم الفنية التي هزّت العالم، وتطرح تساؤلات حول فعالية أنظمة الأمن والحراسة في أكبر متحف فني في العالم.
