كتبت بوسي عواد
في إطار توجه الدولة المصرية نحو توطين التكنولوجيا وتعميق التصنيع الفضائي، عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، اجتماعًا مع الدكتور مهندس ماجد إسماعيل، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، لاستعراض مستجدات برنامج الفضاء الوطني وخطط الدولة لتعزيز القدرات الفضائية المصرية.
استهل رئيس مجلس الوزراء اللقاء بالترحيب بالرئيس التنفيذي الجديد لوكالة الفضاء المصرية في أول لقاء رسمي بينهما، مؤكدًا الدعم الكامل الذي تحظى به الوكالة من القيادة السياسية، تقديرًا للدور المحوري الذي تلعبه في تحقيق الاكتفاء التكنولوجي الذاتي لمصر، والانطلاق نحو عصر جديد من الريادة العلمية في مجالات الفضاء والابتكار.
وأشار الدكتور مدبولي إلى أن هذا الاجتماع يأتي ضمن سلسلة من اللقاءات الدورية لمتابعة جهود الدولة في تطوير البنية التحتية لقطاع الفضاء، مشددًا على أهمية تعزيز القدرات الوطنية في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء، وبناء قاعدة علمية وصناعية قادرة على المنافسة إقليميًا ودوليًا، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 للتحول نحو اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.
وخلال اللقاء، قدّم الدكتور مهندس ماجد إسماعيل عرضًا شاملًا لما تحقق من إنجازات استراتيجية منذ عام 2019 وحتى عام 2025، مشيرًا إلى أن الوكالة تمكنت من بناء منظومة فضائية متكاملة تعد الأولى من نوعها في المنطقة، تضم مقر وكالة الفضاء المصرية، ومقر وكالة الفضاء الأفريقية، ومركز التجميع والتكامل والاختبار، ومركز التشغيل الفضائي، والأكاديمية الفضائية، والمنطقة التكنولوجية الفضائية، وهي منظومة تضع مصر في مصاف الدول المالكة لتكنولوجيا الفضاء على أرضها.
وأوضح إسماعيل أن هذه المنظومة تعزز استقلال القرار الوطني في تصميم وتنفيذ وتشغيل المهمات الفضائية من داخل الأراضي المصرية، مؤكّدًا أن مركز التجميع والتكامل والاختبار حصل على اعتماد الجودة العالمي ISO AS9100، وهو ما يعكس التزام الدولة المصرية بأعلى معايير الاعتمادية في الصناعات الفضائية.
كما استعرض الرئيس التنفيذي أبرز المهمات الفضائية التي تم إطلاقها، والمشروعات المستقبلية الجاري تنفيذها، والتي تمثل نقلة نوعية في مسار توطين تكنولوجيا الفضاء بمصر، إلى جانب إعداد جيل من العلماء والمهندسين القادرين على تصميم وإنتاج وتشغيل الأقمار الصناعية بأيدٍ مصرية خالصة.
وتناول اللقاء أيضًا الرؤية المستقبلية للمرحلة القادمة من برنامج الفضاء الوطني، والتي تستند إلى التوجيهات الرئاسية وخطط التنمية المستدامة، وتستهدف تحويل مدينة الفضاء المصرية إلى مركز إقليمي للتصنيع والخدمات الفضائية يخدم الأسواق الأفريقية والعربية، ويدعم الشراكات الاستراتيجية في مجالات الأمن القومي والتكنولوجيا المتقدمة.
وأشار إسماعيل إلى أن الخطة المستقبلية تتضمن تحقيق الاستدامة المالية لأنشطة الوكالة عبر جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، وتطوير تطبيقات فضائية تخدم القطاعات الحيوية مثل الزراعة والمياه والطاقة والاتصالات، إلى جانب تصنيع فئات جديدة من الأقمار الصناعية الصغيرة وتطوير أنظمة الاتصالات الفضائية محليًا ودوليًا.
واختتم رئيس وكالة الفضاء المصرية حديثه بالتأكيد على أن الوكالة تمضي بثقة نحو تعزيز موقع مصر كقوة علمية وتكنولوجية رائدة في المنطقة، مشددًا على أن هذا التوجه يأتي بدعم ورعاية القيادة السياسية والحكومة المصرية التي تؤمن بأن الفضاء أصبح أحد ركائز الأمن القومي والتنمية المستدامة في القرن الحادي والعشرين.