المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة
كتبت بوسي عواد
في خطوة تعكس الرؤية المستقبلية للدولة المصرية نحو اقتصادٍ قائمٍ على المعرفة والتكنولوجيا، وقّع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء بروتوكول تعاون مع معهد بحوث الإلكترونيات، بهدف توطيد أواصر الشراكة بين الفكر الاستراتيجي والمعرفة التطبيقية، وبناء تحالف وطني قوي يدعم جهود الدولة في جعل العلم والتكنولوجيا أساسًا للتنمية، والابتكار محركًا للنمو.
يمثل هذا البروتوكول نقطة تحول نوعية في مسار التعاون بين مؤسسات الدولة، إذ يهدف إلى دعم صناعة الرقائق الإلكترونية والخلايا الشمسية، تماشيًا مع توجه الدولة لإنشاء المجلس الوطني لتوطين تكنولوجيا تصنيع الرقائق بمشاركة عدد من الجهات البحثية والعلمية والقطاع الخاص. ويُعد هذا التحالف بمثابة جسر متين يربط بين البحث العلمي وصناعة القرار، بما يعزز قدرة مصر على المنافسة في الاقتصاد الرقمي العالمي.
وأكد الدكتور أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء، ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، أن هذا التعاون الاستراتيجي يُجسد حرص الدولة على تحقيق التكامل بين البحث العلمي وصنع القرار، مشيرًا إلى أن الاقتصاد المصري يتجه بخطى واثقة نحو التحول إلى اقتصاد ذكي قائم على التكنولوجيا والإنتاج المعرفي، بما يتسق مع أهداف رؤية مصر 2030.
من جانبها، أوضحت الدكتورة شيرين محرم، رئيس معهد بحوث الإلكترونيات، أن المعهد يلعب دورًا محوريًا في نقل التكنولوجيا وتوطين الصناعات الإلكترونية، مشيرة إلى نجاحه في تحويل مخرجات البحث العلمي إلى منتجات صناعية تخدم الاقتصاد القومي وتساهم في تعزيز القدرات المحلية.
ويمتد التعاون ليشمل المشاركة الفاعلة في تنفيذ المبادرة الرئاسية “تحالف وتنمية”، والتي تهدف إلى إنشاء تحالفات إقليمية لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال في مختلف المحافظات، بحيث يصبح كل تحالف محركًا للتنمية الاقتصادية وممهدًا لتوطين التكنولوجيا، مع توفير برامج تدريبية ومنح ومشروعات تطبيقية تدعم الكوادر الوطنية.
ويتضمن البروتوكول كذلك تنفيذ مشروع استراتيجي متكامل لتطوير منظومة إلكترونية ذكية للمتابعة والتقييم وقياس الأثر، تمكّن من متابعة الأداء المؤسسي في الوقت الفعلي عبر لوحة معلومات تفاعلية وتقارير تحليلية متقدمة، مما يرفع من كفاءة الحوكمة والشفافية داخل مؤسسات الدولة.
كما سيتعاون الجانبان في تحديث الخطة الاستراتيجية لمعهد بحوث الإلكترونيات وفق منهجية “توطين وابتكار 2030″، عبر صياغة وثيقة استراتيجية شاملة تحدد الرؤية والرسالة والأهداف ومؤشرات الأداء القابلة للقياس، بما يضمن التنفيذ الفعلي والمستدام لبرامج التطوير.
ويؤسس هذا التحالف لبناء قاعدة وطنية للابتكار والإنتاج الإلكتروني، تعزز من مكانة مصر كدولة رائدة في التحول الرقمي والتصنيع التكنولوجي المتقدم، وتجعل من البحث العلمي قوة دافعة نحو التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لترسخ مصر موقعها كفاعل رئيسي في سلاسل القيمة الدولية لصناعة الإلكترونيات.
وبذلك، يُعد هذا البروتوكول خطوة استراتيجية نحو مستقبل رقمي مصري واعد، يقوم على الدمج بين الفكر العلمي والقرار التنفيذي، ويؤكد أن العلم لم يعد رفاهية، بل هو المحرك الحقيقي لمكانة الدولة في عصر الذكاء الصناعي والاقتصاد المعرفي.
