المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة
كتب مصطفى قطب
في جريمة جديدة تضاف إلى سجل المعاناة اليومية لسكان قطاع غزة، أعلن الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، عن استشهاد 15 فلسطينيًا على الأقل وإصابة العشرات بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك أثناء تجمع آلاف المدنيين قرب منطقة المواصي غرب رفح، في طريقهم للحصول على مساعدات غذائية من مركز تدعمه الولايات المتحدة.
وأوضح بصل أن قوات الاحتلال أطلقت النار من دبابات وطائرات مسيّرة على الحشود التي بدأت بالتجمع منذ ساعات الفجر قرب دوار العلم، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء، بينهم سيدة وطفل، وسط حالة من الفوضى والذعر.
وأشار الناطق باسم الدفاع المدني إلى أن نقل الشهداء والمصابين إلى مستشفى ناصر بخان يونس يجري بصعوبة بالغة، في ظل استمرار إطلاق النار ووجود أعداد ضخمة من المواطنين في المنطقة المنكوبة.
وقال شهود عيان إن مشهدًا مأساويًا خيم على ساحة الطوارئ بالمستشفى، حيث شوهدت جثامين الضحايا ملفوفة بأكياس بلاستيكية بيضاء، بينما احتشد المئات من ذويهم داخل المستشفى بحثًا عن أقاربهم المفقودين.
هذه المجزرة تأتي بعد أيام فقط من استشهاد 31 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 176 آخرين خلال توزيع مساعدات غذائية، بحسب ما أعلنته الجهات الصحية في غزة حينها، وهي حادثة نفتها سلطات الاحتلال، ووصفت التقارير بـ”الكاذبة”.
وتدور الشكوك حول “مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي الجهة المسؤولة عن تنظيم توزيع المساعدات في رفح، والتي بدأت عملها في 26 مايو الماضي. وتديرها شركة أمن أميركية متعاقدة مع واشنطن، فيما رفضت الأمم المتحدة التعاون معها، مؤكدة أنها لا تلتزم بالمبادئ الإنسانية المعروفة.
يتزامن هذا التصعيد الدموي مع تحذيرات منظمات دولية، وعلى رأسها برنامج الأغذية العالمي، الذي أكد أن أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة يعانون من جوع شديد وانعدام للأمن الغذائي، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية وتواصل الحصار والهجمات.
في مشهد يعكس الانهيار الكامل للحد الأدنى من مقومات الحياة، بات الفلسطينيون في غزة يخاطرون بحياتهم من أجل كيس طحين أو عبوة طعام، في ظل تراجع الدعم الإنساني وصمت دولي مطبق.
“الموت في طابور الخبز أصبح عنوانًا لحياة الفلسطينيين في غزة، حيث لا أمن ولا غذاء ولا أمل”.
