كتبت بوسي عواد
في خطوة مفاجئة تعيد الجدل حول الحرب التجارية إلى الواجهة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مضاعفة الرسوم الجمركية المفروضة على واردات الصلب والألمنيوم من 25% إلى 50%، بدعوى تعزيز الصناعات الوطنية وحماية الأمن القومي الأمريكي.
وجاء القرار عبر إعلان رئاسي نُشر على الموقع الرسمي للبيت الأبيض، أوضح خلاله ترامب أن الإجراء يستهدف وقف ممارسات الإغراق وتحقيق اكتفاء ذاتي في الصناعات الحيوية، معتبرًا أن استمرار الاعتماد على واردات الصلب والألمنيوم “يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي”.
ومن المقرر أن تدخل الرسوم المعدلة حيّز التنفيذ بدءًا من اليوم الأربعاء، بحسب ما نقلته وكالة “بلومبرج” الأمريكية. فيما منحت الإدارة الأمريكية استثناءً وحيدًا للمملكة المتحدة، استنادًا إلى اتفاق تجاري ثنائي وُقّع في مايو الماضي، لتبقى الرسوم على واردات بريطانيا عند مستوى 25% فقط.
وتأتي هذه الخطوة لتثير قلقًا واسعًا في الأوساط الصناعية الأمريكية، لا سيما أن قطاعات كبيرة – مثل البناء، والسيارات، والتكنولوجيا – تعتمد على هذه الواردات في الإنتاج. ويرى خبراء أن تكاليف الإنتاج قد ترتفع بشكل ملحوظ في المدى القصير، ما قد ينعكس على أسعار المنتجات النهائية ويؤثر على المستهلك.
وحذر محللون اقتصاديون من أن بناء بنية تحتية صناعية محلية بديلة للصلب والألمنيوم قد يستغرق سنوات، ما يضع الشركات الأمريكية في مواجهة ضغوط كبيرة قبل أن تجني أي فوائد محتملة من القرار.
في المقابل، تراهن إدارة ترامب على أن هذه الرسوم المرتفعة ستدفع الشركات والمستثمرين الأمريكيين إلى الاعتماد على الموردين المحليين، ما يعزز الإنتاج المحلي ويقلل من العجز التجاري المزمن الذي لطالما شكل محورًا في خطاب ترامب الاقتصادي.
وتعيد هذه الإجراءات إلى الأذهان سياسات ترامب السابقة في ولايته الأولى، والتي اعتمدت على الحمائية التجارية كأداة لتقوية الاقتصاد الوطني، لكنها أيضًا أشعلت توترات تجارية مع كبرى الاقتصادات العالمية.