كتبت خيريه غريب
الحياة عبارة عن سلسلة من التفاعلات والعلاقات بين الأفراد، وكل شخص منا لديه طاقة محددة للتعامل مع المواقف المختلفة. عندما نجد شخصًا كان لطيفًا وصبورًا ومتحملًا، وفجأة تغير سلوكه وأصبح عصبيًا أو منسحبًا، لا يجب أن نقول له “أنت تغيرت”. هذا التعبير يمكن أن يكون مؤلمًا ومستفزًا، خاصة إذا كان الشخص يعاني بالفعل من ضغوطات وتحديات في حياته.
في الواقع، عندما يصل الشخص إلى مرحلة الاستنفاذ، يكون قد استنفذ كل طاقته في الجدال والمسايرة والصبر. يكون قد تحمل الكثير من الضغوطات والتوترات، ولم يعد لديه القدرة على التحمل أكثر من ذلك. في هذه الحالة، لا يحتاج إلى المزيد من الانتقادات أو اللوم، بل يحتاج إلى الدعم والتفهم.
عندما نرى شخصًا يتغير سلوكه، يجب أن نسأل أنفسنا عن الأسباب التي أدت إلى هذا التغيير. هل هناك ضغوطات في العمل أو في الحياة الشخصية؟ هل هناك تحديات أو مشاكل لم يتمكن من حلها؟ هل هناك شعور بالوحدة أو العزلة؟ عندما نفهم الأسباب الكامنة وراء التغيير، يمكننا أن نقدم الدعم والتفهم الذي يحتاجه الشخص.
يجب أن نتذكر أن كل شخص لديه طاقة محددة، وعندما تفرغ هذه الطاقة، لا يمكنه أن يستمر في العطاء دون أن ينهار. لذلك، عندما نرى شخصًا يتغير سلوكه، يجب أن نكون داعمين ومتفهمين، ونساعده على استعادة طاقته وصحته النفسية. بهذه الطريقة، يمكننا أن نبني علاقات قوية ومستدامة، تقوم على التفهم والدعم المتبادل.