كتبت خيريه غريب
خلق الله تعالى آدم وحواء، وبدأت البشرية تتكاثر. أنجب آدم وحواء قابيل وهابيل، وكان قابيل أكبر من هابيل. وكان كل واحد منهم ولد مع توأم، فكان هابيل ولد مع أخت، وقابيل ولد مع أخت. وكان من شريعة الله تعالى في ذلك الوقت أن يتزوج كل واحد منهم توأم الآخر، فكان هابيل سيتزوج توأم قابيل، وقابيل سيتزوج توأم هابيل.
لكن قابيل لم يرضَ بهذا القرار، وبدأ يشعر بالغيرة من هابيل. كان قابيل يرى أن توأم هابيل أجمل من توأمته، فازداد حقدًا وغيرة من هابيل.
طلب الله تعالى من قابيل وهابيل أن يقربا قربانًا إليه، فقدم هابيل أفضل ما لديه من غنمه، بينما قدم قابيل أسوأ ما لديه من زرعه. فتقبل الله تعالى قربان هابيل، ولم يتقبل قربان قابيل. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانًا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين” (المائدة: 27).
ازدادت غيرة قابيل من هابيل، وبدأ يخطط لقتل أخيه. وفي يوم من الأيام، هاجم قابيل هابيل وقتله. يقول الله تعالى: “فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين” (المائدة: 30).
بعد أن قتل قابيل هابيل، شعر بالندم والخوف، ولم يعرف ماذا يفعل بجثة أخيه. فأرسل الله تعالى غرابًا يعلمه كيف يدفن جثة أخيه. يقول الله تعالى: “فبعث الله غرابًا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين” (المائدة: 31).
ومات قابيل بعد أن قتل هابيل، ولم يذكر القرآن الكريم تفاصيل كثيرة عن وفاته. لكن تظهر لنا مدى خطورة الغيرة والحقد، وتبين لنا أهمية تقوى الله تعالى والعمل الصالح.
تعلمنا أيضًا أهمية الطاعة لأوامر الله تعالى، وعدم اتباع الهوى والشهوات. كما تعلمنا أن القتل جريمة كبيرة، وأن الله تعالى يحاسب على كل فعل نقوم به.