كتب مصطفى قطب
في تصريح حمل رسائل قوية وواقعية حول مستقبل المناخ العالمي، كشف أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، أن اتفاق مؤتمر الأطراف الثلاثين «كوب 30» جاء «مخيّبًا للآمال»، لكنه أكد في الوقت ذاته أن التعددية الدولية لا تزال قادرة على العمل إذا توافرت الإرادة السياسية. وجاء ذلك وفق ما نقلته قناة القاهرة الإخبارية، في وقت تتزايد فيه التحديات المناخية وتتسارع وتيرة المنافسة العالمية في مجال التكنولوجيا النظيفة.
أشار جوتيريش إلى أنّ الدول الغربية مطالَبة بالتحرك العاجل لتجاوز الصين في الجيل القادم من التكنولوجيا الخضراء، وعلى رأسها الهيدروجين الأخضر، ومحركات الطاقة المتجددة، مؤكدًا أن هذا النوع من التكنولوجيا يمثل «العصب الحقيقي» للتحول العالمي نحو اقتصاد منخفض الانبعاثات.
وقال الأمين العام إنّ المستقبل المناخي مرهون بقدرة الدول على الاستثمار في التقنيات النظيفة وتطويرها، خاصة أن العالم يشهد تنافسًا محتدمًا في قطاعات الذكاء الاصطناعي، وأنظمة التبريد المتقدمة، والطاقة المتجددة.
وأكد جوتيريش أن مصادر الطاقة المتجددة لم تعد خيارًا تكميليًا، بل أصبحت الحل المركزي لإنقاذ الكوكب من تسارع وتيرة الاحتباس الحراري. وأضاف أن النمو الهائل في استهلاك الطاقة حول العالم يتطلب منظومات جديدة أكثر كفاءة، وأكثر قدرة على استغلال الموارد النظيفة بأقل تكلفة بيئية.
وفي السياق ذاته، شددت آنا توني، المديرة التنفيذية لمؤتمر الأطراف الثلاثين بالبرازيل، على أن مؤتمر «كوب – 30»، المنعقد في مدينة بيليم، وضع الابتكار التكنولوجي في قلب النقاشات الدولية لمواجهة احترار الكوكب. وأوضحت أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من حدة السباق العالمي نحو تقنيات أنظف وأكثر ذكاء، قادرة على الحد من الانبعاثات وضمان مستقبل مستدام.
ويبحث المندوبون خلال المؤتمر كيفية تحقيق معادلة معقدة: تسخير الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في خدمة المناخ، دون أن تتسبب هذه التقنيات نفسها في تفاقم الانبعاثات أو استهلاك الطاقة بشكل مفرط.
ووفقًا لمركز إعلام الأمم المتحدة، فإن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة أساسية في تطوير حلول مناخية مبتكرة. فهو يساعد المزارعين في التنبؤ بالجفاف وإدارة المحاصيل بكفاءة أكبر، كما يدعم الحكومات في التخطيط للتعامل مع الكوارث الطبيعية.
لكن الجانب الآخر للصورة لا يزال يثير القلق؛ إذ تتطلب النماذج الضخمة للذكاء الاصطناعي قدرًا هائلًا من الطاقة لتشغيل مراكز البيانات، ما يجعلها جزءًا من المشكلة إذا لم يتم الاعتماد على مصادر نظيفة.
رسائل جوتيريش في «كوب 30» جاءت لتؤكد أن العالم يقف أمام لحظة حاسمة:
إما ثورة ابتكار خضراء تقودها التكنولوجيا المستدامة،
وإما مستقبل أكثر سخونة يهدد الموارد والحياة والاقتصادات.
ومع احتدام المنافسة بين الصين والغرب، يبدو أن الطريق نحو إنقاذ المناخ لن يُحسم إلا عبر الاستثمار الجاد في التكنولوجيا الخضراء، وخلق نموذج عالمي يستفيد من الابتكار دون أن يدفع الكوكب الثمن.
المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة