الثلاثاء , ديسمبر 16 2025

القصة القصيرة في مواجهة زمن الرواية بدار الأوبرا المصرية

كتب : محمد جمال الدين

في زمن تتسارع فيه التحولات الإبداعية، وتتبدل فيه موازين الذائقة الأدبية بين الأجناس السردية المختلفة، تعود القصة القصيرة إلى واجهة المشهد الثقافي، لا بوصفها جنسًا هامشيًا أو فنًا تابعًا، بل باعتبارها فنًا أصيلاً له منطقه الجمالي الخاص، وقوانينه التعبيرية الصارمة، وقدرته الفريدة على التقاط لحظة إنسانية مكثفة في أقل مساحة لغوية ممكنة، ومن هذا المنطلق، تأتي الندوة الفكرية المهمة التي يقيمها نادي القصة، لتفتح باب النقاش الجاد حول موقع القصة القصيرة اليوم، في ظل هيمنة الرواية على المشهد الأدبي والنقدي.

 

وفي هذا السياق، يقيم نادي القصة برئاسة الكاتب الكبير محمد السيد عيد، ندوته الشهرية في تمام الساعة السادسة مساء يوم السبت الموافق 20 ديسمبر 2025، تحت عنوان «وضع القصة القصيرة في زمن الرواية»، وذلك بمقر سينما الهناجر بدار الأوبرا المصرية، أحد أهم الفضاءات الثقافية التي احتضنت عبر تاريخها نقاشات كبرى حول الفنون والآداب والفكر.

 

وتأتي هذه الندوة في إطار الدور الثقافي والتنويري الذي يضطلع به نادي القصة، بوصفه واحدًا من أعرق الكيانات الأدبية في مصر والعالم العربي، والذي ظل على مدار عقود طويلة منبرًا أساسيًا للدفاع عن فن القصة القصيرة، وفضاءً حيويًا للحوار بين الأجيال المختلفة من المبدعين والنقاد.

 

ويشارك في الندوة كوكبة من أبرز الأساتذة والنقاد والكتاب الذين تركوا بصمات واضحة في المشهد السردي العربي، وهم، الكاتب والناقد الكبير سيد الوكيل، صاحب الرؤية النقدية العميقة في تحليل تحولات السرد العربي، وأحد أبرز الأصوات التي دافعت عن القصة القصيرة بوصفها فنًا قائمًا بذاته، والكاتبة والناقدة صفاء عبد المنعم، التي تمتلك تجربة ثرية في قراءة السرد النسوي وتحليل بنية القصة القصيرة وعلاقتها بالتحولات الاجتماعية والثقافية، والكاتب والناقد سمير فوزي، المعروف باشتغاله الدائم على قضايا السرد، ومتابعته الدقيقة لتطورات الأجناس الأدبية بين القصة والرواية، ويتولى إدارة الندوة الكاتب حسن الجوخ، بما يمتلكه من خبرة في إدارة الحوارات الثقافية، وقدرة على خلق مساحة تفاعلية حقيقية بين المتحدثين والجمهور، بما يضمن نقاشًا حيًا وعميقًا حول الإشكاليات المطروحة.

 

تفتح الندوة أبوابها أمام كتاب القصة والرواية، والنقاد، والمهتمين بالشأن الأدبي، حيث تأتي الدعوة عامة لكل من يرغب في المشاركة بالحضور أو النقاش، في تأكيد واضح على إيمان نادي القصة بأهمية الحوار المفتوح، وضرورة إشراك الأجيال الجديدة في مناقشة قضايا السرد الراهنة.

 

لا تمثل ندوة «وضع القصة القصيرة في زمن الرواية» مجرد فعالية ثقافية عابرة، بل تشكل لحظة مراجعة نقدية ضرورية لمسار السرد العربي المعاصر، ومحاولة جادة للإجابة عن سؤال جوهري، وهو هل تراجعت القصة القصيرة فعلًا، أم أن الضوء انصرف عنها مؤقتًا لصالح الرواية؟، ومن داخل دار الأوبرا المصرية، وفي فضاء سينما الهناجر تحديدًا، يلتقي كبار النقاد والكتاب ليؤكدوا أن القصة القصيرة ستظل فنًا حيًا، قادرًا على التجدد، ومواكبة العصر، ومقاومة النسيان، ما دام هناك كُتّاب يؤمنون بقيمتها، ونقاد يفتحون لها مساحات النقاش، ومؤسسات ثقافية تدرك أن تنوع الأجناس الأدبية هو علامة صحة المشهد الثقافي لا أزمته.

شاهد أيضاً

اتحاد كتاب مصر يحتفي بمسرح الطفل في ندوة خاصة حول تجربة عبده الزراع

كتب : محمد جمال الدين تحت رعاية الدكتور علاء عبد الهادي رئيس النقابة العامة لاتحاد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *