كتب سيد بدران
في مشهد مأساوي هزّ منطقة البراجيل التابعة لمحافظة الجيزة، استيقظ الأهالي صباح اليوم على صوت انهيار مفاجئ لعقار سكني داخل إحدى الحارات الضيقة، ما أسفر عن وفاة سيدة ونجلها، في حين تتواصل جهود قوات الحماية المدنية والإنقاذ للبحث عن مفقودين أو ناجين تحت الركام.
فور تلقي غرفة العمليات بمديرية أمن الجيزة بلاغًا يُفيد بانهيار عقار في البراجيل، انتقلت على الفور قوات الحماية المدنية وفرق الإسعاف إلى موقع الحادث، وسط حالة من الذعر والخوف بين الأهالي.
وبحسب المعاينة الأولية، تبين أن العقار المنهار مكوّن من عدة طوابق، ويقطنه عدد من الأسر، ما زاد من صعوبة عمليات الإنقاذ داخل الأزقة الضيقة التي أعاقت تحرك المعدات الثقيلة.
وأسفرت جهود الإنقاذ حتى الآن عن انتشال جثتي سيدة ونجلها الصغير، وسط حزن كبير خيّم على المكان، بينما لم تتوقف محاولات البحث حتى هذه اللحظة، في ظل أنباء غير مؤكدة عن فقدان طفل آخر تحت الأنقاض، يجري البحث عنه بكثافة.
من جهتها، بدأت الجهات المعنية فتح تحقيق موسع لمعرفة أسباب انهيار العقار، وتحديد مدى التزامه بالاشتراطات البنائية، مع تكليف لجان هندسية بفحص الحالة الإنشائية للمباني المجاورة، تحسبًا لوجود تصدعات أو مخاطر محتملة قد تؤدي إلى مزيد من الانهيارات.
كما تم نقل الجثتين إلى المستشفى تحت تصرف النيابة العامة، التي باشرت التحقيق، وأمرت بتكليف الجهات الفنية بإعداد تقرير مفصل حول الحادث وظروفه وملابساته، إضافة إلى تحرير محضر رسمي تمهيدًا للمحاسبة.
وعبّر عدد من أهالي البراجيل عن غضبهم الشديد من تكرار مثل هذه الحوادث في المنطقة، مطالبين الجهات المسؤولة بـتشديد الرقابة على المباني القديمة والمخالفة، واتخاذ إجراءات وقائية حازمة لحماية أرواح السكان، خاصة في الأحياء الشعبية والمكتظة.
تأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة من الانهيارات المتكررة للعقارات في عدد من المحافظات، نتيجة تهالك البنية التحتية، وغياب الصيانة، والتعديات البنائية العشوائية، مما يطرح تساؤلات حول فعالية تطبيق قوانين البناء والسلامة الإنشائية في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
وفيما تبقى فرق الإنقاذ على أهبة الاستعداد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، تظل فاجعة البراجيل جرس إنذار جديد يدق أبواب المسؤولين، بأن حياة المواطنين لا تحتمل مزيدًا من التأجيل في ملف حيوي وخطير مثل ملف “العقارات الآيلة للسقوط”.