كتبت بوسي عواد
يشهد عشاق الفلك والظواهر الكونية خلال الساعات المقبلة ظاهرة فريدة تخطف الأنظار وتثير الفضول، وهي خسوف القمر، الذي يعد من أقدم المشاهد السماوية التي لفتت اهتمام الإنسان منذ العصور القديمة.
ويحدث الخسوف عندما تقع الأرض بين الشمس والقمر، فتحجب ضوءها عنه، ليظهر القمر بلون داكن أو مائل إلى الأحمر، فيما يُعرف بـ”قمر الدم”. ويختلف نوع الخسوف بين جزئي وكلي، بحسب مدى دخول القمر في ظل الأرض.
هذا المشهد الفلكي المهيب لا يحمل قيمة جمالية فقط، بل يعد أيضًا فرصة نادرة لعلماء الفلك والباحثين لدراسة الغلاف الجوي للأرض، حيث تتأثر أشعة الشمس عند مرورها عبره قبل أن تنعكس على سطح القمر.
في العالم العربي، يُقبل الكثير من المهتمين لمتابعة الخسوف عبر التلسكوبات والمراصد، فيما يحرص آخرون على مشاهدته بالعين المجردة من الأماكن المفتوحة بعيدًا عن التلوث الضوئي. كما تواكب العديد من المراكز الفلكية هذه الظاهرة بفعاليات توعوية ومحاضرات لزيادة وعي الجمهور بالظواهر الكونية.
وللخسوف أيضًا بعدٌ روحاني في الثقافة الإسلامية، حيث ارتبط دائمًا بصلاة “الخسوف”، التي دعا إليها النبي ﷺ تذكيرًا بعظمة الخالق وقدرته.
ويبقى خسوف القمر ظاهرة سماوية نادرة تذكر الإنسان بضآلة حجمه أمام عظمة الكون، وتفتح أمامه أبواب التأمل في أسرار السماء التي ما زالت تبهر العقول وتثير التساؤلات.